من أنت يا أنت، نحن نريد أن نربى أطفالنا، نحن «حلاوتهم» التى ذهبت لشراء الفينو لتصنع منه فطورًا لأطفالها، نحن عادل عبد الحميد زوج حلاوتهم الذى يعمل يكد من أجل أطفاله، نحن الخباز الذى صنع الفينو، والمعلم الذى يعلم أبناء حلاوتهم، والسائق والد أصدقاء أبناء حلاوتهم، والبائع الذى باع الفينو لحلاوتهم، والعامل جار حلاوتهم، والفلاح الذى يأتى بالزرع لحلاوتهم، فمن أنت يا أنت، ولماذا فجرت شارع حلاوتهم لتصيب الضابط الذى يحمى حلاوتهم وتقتل أمين الشرطة الذى يساعد الضابط فى حماية حلاوتهم؟
من أنت يا أنت، ومن أين أتيت؟
نحن نريد حياتنا هكذا، نريدها ولا نريد أن نستغنى عنها، نريدها على حالها، لحلوها الذى نسرقه من الأيام، وبمرها الذى نحاول أن نتغلب عليه، فكيف تجرؤ على إقحام نفسك فى حياتنا، وكيف تفجر فى شارعنا الآمن المطمئن شرورك وآثامك وأمراضك، ونحن لا نحلم سوى بتربية أطفالنا وتغذيتهم ورعايتهم.
«أنا بموت..خدى بالك من العيال» هذا ما قالته «حلاوتهم» التى أصيبت فى حادث الدرب الأحمر الإرهابى لجارتها، وهذا هو كل ما يشغلها «العيال» وهو كل ما يشغلنا، نحن ننشغل بالمستقبل، بالأمل فى الغد، بالتربية الصالحة، بالعمل المثمر، لما ينفع الناس ويمكث فى الأرض التى نريد إعمارها وليس تخريبها، فلماذا تنشغل أنت بالنار؟ بالبارود؟ بالقتل والتدمير؟ بزراعة القنابل؟ وشد الأحزمة الناسفة، خسئت وخسئ أبوك وخسئت أمك.
تلك الحادثة التى أصيبت فيها «حلاوتهم» لن تستطيع أن تنال من «حلاوتنا» لأن مصر «الحلوة» تعرف كيف تحمى نفسها، ولأن بها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لأن بها الرائد الشهيد رامى هلال والأمين الشهيد محمود أبو اليزيد والأمين الشهيد محمد حسن اليمانى، مصر حلوة لأن بها رجال حق، يعرفون كيف يستخلصون السم من بين أنياب الأفعى، ويعرفون كيف يبنون بأجسادهم حائطًا من شرف، مصر هى التى تدافع عن نفسها، تدافع عن حلاوتهم، بأبناء حلاوتهم، وحلاوتهم تذهب فى المساء لشراء الفينو، وزوجها يذهب فى الصباح ليعمل لكى يعطى حلاوتهم ثمن الفينو، وما أنت يا أنت يا من سميت زورًا باسم «الحسن عبد الله» سوى «القبح عبد الشيطان».