الماذا هى كذبة؟ لأنها متناقضة.
هذا هو السؤال، وهذه هى الإجابة، فالإخوان الذين يزعمون أنهم يريدون تطبيق الشريعة، ويدعون أن «القرآن دستورنا» هم أنفسهم الذين يروجون الآن لفكرة إلغاء عقوبة الإعدام التى نص عليها القرآن الكريم آمرًا الجميع بقتل القاتل.
هذا فصل جديد من مسلسل انتهازية الجماعة الوقحة، يفعلون أى شىء من أجل الإفلات من عاقبة جرائمهم، يلجأون إلى أى فكرة من أجل الفرار، يحرصون على الحياة بأى شكل، وأية صيغة، يريدون الوصول إلى الحكم بأى طريقة وبدفع أى ثمن، يقولون إن المجتمع الحديث بقوانينه وتشريعاته جاهلية، ومع هذا يشاركون فى الانتخابات ويستفيدون من قانونية الجمعيات الأهلية ليسرقوا أموال الزكاة والصدقات، يحشدون الشباب بالهتافات الحماسية «ع القدس رايحين شهداء بالملايين» وحينما يصلون إلى الحكم يتحول الرئيس الإسرائيلى إلى الصديق العزيز، يقولون «سلميتنا أقوى من الرصاص» ثم تراهم فى كل واد يفجرون ويقتلون ويغتالون.
آخر فصول هذه الانتهازية هو ما حدث عقب تنفيذ حكم القصاص من قتلة النائب العام، فمضوا يهاجمون تنفيذ عقوبة الإعدام بشكل عام لأنها فقط طبقت عليهم، والغريبة أن بعض من يدعون أنهم مثقفون يروجون لهذه الفكرة منزوعة من السياق، ففكرة إلغاء عقوبة الإعدام مطروحة منذ سنوات عديدة فى العديد من الدول الغربية وأمريكا، وبعض ولايات أمريكا ألغتها بالفعل، بينما تمسكت بها ولايات أخرى، لكن أن يأتى نفر من الإخوان ويروجون لإلغاء عقوبة الإعدام لأنها تطبق عليهم ثم يناصرها نفر من المثقفين فهذا أمر أشبه بمن ضرب على قفاه 100 قلم دون أن ينتبه.
كرة أخرى يستخدم الإخوان المثقفين كحصان طراودة ليختبئوا فى داخلهم، مدججين بالقنابل والعبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة، فمن الخارج تبدو الأفكار جميلة راقية، نعم كلنا يحب العدالة، نعم، كلنا يحب الرقى، لكن هذه الجماعة لا تحب العدالة أبدا، وتعتبر الرقى همجية وجاهلية، ومع هذا لم يلجأ النظام الحاكم إلى محاكمة قتلة النائب العام المستشار هشام بركات فى محاكمة استثنائية، ولم يلجأ إلى تصفيتهم عقب إلقاء القبض عليهم، بل على العكس، هؤلاء القتلة حوكموا أمام قاضيهم الطبيعى، وحصلوا على كافة حقوق التقاضى المدنى، واعترفوا بالجريمة دون أن يثبتوا ادعاءات تعذيبهم، فلماذا ينخدع المثقفون فى كل مرة، أم أن البعض استعذب الانخداع وأدمنه؟!