مع كل حادثة يخرج الطابور الخامس من داخل وخارج مصر لنشر الأكاذيب والادعاءات وتحويلها عبر وسائل التواصل الاجتماعى أمام المتابعين كأنها حقيقة.
البعض خاصة البعيدين عن الحدث يصدقون ذلك ربما لأنهم يريدون أى كارثة تحل بمصر فيفرحون فيها عبر أبواقهم التى اعتادت الكذب والخداع. لكن المثير فى الأمر أن أى إنسان مهما كان خلافه مع بنى وطنه لا يشمت أبدا لا فى الوطن ولا فى ضحايا الوطن، ولا يصور الوهم على أنه حق ولا يذيع فيديوهات مفبركة لحوادث قديمة على إنها لحوادث جديدة.
هذا ما حدث تماما عندما خرجت جرذان الطابور الخامس من جحورها، والبعض من جماعة الإخوان فى الخارج لتنشر فيديو على كونه فيديو تصادم قطار محطة مصر اليوم، والذى راح ضحيته شهداء أبرار، ثم ظهرت الحقيقة أنه فيديو مفبرك ولا يمت للواقع بصلة.
إن الأمر الغريب والعجيب أن يتمنى هؤلاء زوال الوطن، وهذا إنما يشير إلى معنى واحد أن قلوبهم وعقولهم أصابها الوهن وفقدوا الانتماء وفقدوا معنى كلمة وطن وهى أشياء لو يعلمون عظيمة القيمة والمقدار فى الدنيا والآخرة.
لا يشمت فى وطنه مهما كانت الخلافات إلا مجنون، أو كائن منزوع الوطنية لا يهمه إلا مصلحة نفسه فقط، فمن المتعارف عليه أن مصلحة الجميع تصب فى مصلحة كل الأطراف والأفراد وليس العكس، فمنذ متى ومصلحة الفرد قد تكون مصلحة للجميع؟.
إن حادثة قطار محطة مصر بعيدا عن أكاذيب الإخوان السعداء بأحزان المصريين والمنتشين بأموال الأتراك، أظهرت المعدن الحقيقى للإنسان المصرى المحب لوطنه بدون زيف أو خداع أو مصلحة أو كرسى سلطة للسعى عليه، أظهرت المصرى الذى بادر بالتبرع بالدم والذى بادر بإنقاذ المصابين بكل ما أوتى من قوة.
إن الحوادث دائما تظهر معدن المصريين الحقيقى، ومدى تضحيتهم من أجل وطنهم، ولا سيما إنهم لم يهربوا إلى قطر أو تركيا بحثا عن المال وعن منابر للشتم فى الوطن الذى للأسف سقاهم من عطش وأطعمهم من جوع، وآواهم من عرى وحماهم من ضعف، لكن ليس كل من يجلس على مائدتك أصيل وليس كل من طعم طعامك يا وطنى تقى، فهؤلاء المارقون الهاربون يلهون على جثث أبنائك الشرفاء بالشائعات والأكاذيب، وكأن الصرع انتشر فى أجسادهم.