المشهد عبثى، حتى وإن شغل الإخوان بأبواقهم الإعلامية جزء متناهى الصغر منه، فما بين دموع وآهات المصريين على ضحايا القطار الذى انفجر بفعل استهتار موظف أو أكثر وما بين "صافرة" معتز مطر المذيع فى قناة الشرق، فرق شاسع، فالحزن الناجم عن الدماء و”الصفارة” المرتبطة بالأفراح لا يجتمعان لكننا فى زمن العبث.
ولأن العبث يعنى التصرف بلا منطق أو ضوابط لأنه "عبث"، يصبح الحديث عن المعقول والمنطق فى قمة اللا منطق ولأن المصريين شعب جبار لا يقبل شماتة الأعداء فقد رد على “الصفارة” بما يلائمها فالمصريون لا يعترفون بالهزيمة ولا يمنحون العدو مساحة للابتسامة أو التعبير عن الفرح ومن هنا أبدعوا وردوا على صفارة معتز بفيدوهات تسخر منه أغرقوا بها وسائل التواصل الاجتماعى.
على أى حال يقول الواقع إن “الصفارة” مقابل السخرية، العبث يجابه بالعبث، وهذا وذاك فى زاوية ضئيلة من المشهد، وفى باقى المشهد وطن يواصل سحق التحديات فى كل المجالات فهذا رئيس يحرص على وضع مصر فى واجهة المشهد الدولى وهذا جيش يحمى حدود البلاد ويطهرها من الإرهابيين وهذه شرطة تواجه الجريمة الجنائية والسياسية وتقدم خدماتها للشعب وهذا عامل يبنى ويشيد.. العبث مقابل العبث والقافلة تسير.
يقول قائل إن صفارة معتز مطر لا تعنى الشماتة فى الدماء ولا تعبر عن فرح أو مناسبة سعيدة وإنك تعاملت مع الموقف بشكل سطحى فالرجل يقصد به نوع من المعارضة وإبداء الرأى؟ وهذا القول اقبله على أى حال، ولكن أراه أيضا "عبث" لأن صافرة معتز لم تحقق أهدافها الثورية فلا أحد استجاب ولا سمعنا صوت "صفافير" ولا أى شئ فلا سكان العشوائيا سمعوها ولا سكان الأحياء الراقية سمعوها فماذا يعنى ذلك؟
يعنى شئ فى غاية الأهمية وهو أن المصريين كرهوا الثورات وكرهوا الاحتجاجات ذلك ان نخبة فاسدة موجهة قادت البلاد إلى فقر بشع وخوف لا متناهى يوم انتشرت البلطجة فلا أمن الحاكم ولا المحكوم فالبلطجة أخافت البسطاء قبل الأغنياء.
إن شعب مصر واع ولن يغرق فى المستنقع مرتين، شعب يدرك أن إرادة الله منحته فرصة ثانية للبقاء ولن يفرط فيها، شعب يتطلع لمستقبل افضل ويرى خطوات سريعة نحو الوصول للهدف.
دعك يا معتز من “الصفارة” وأمكث فى برجك العاجى هناك فى بلاد الأتراك حيث الرفاهية متوفرة والحياة جميلة، دعك من التنظير واتركنا نعيش، ونواصل إنقاذ بلادنا، فنحن مشغولون بما تعتبره عبث لأننا لا نستطيع الوصول إلى تركيا أو قطر.. نحن لا نملك موطنا إلا مصر ولذا سنحافظ عليها ونبيها دون الاكتراث أو الالتفات لـ"صفارتك".. استمر فى إطلاق “الصفارة” وشبابنا فى وقت فراغهم سيردون عليك بالسخرية، أما نحن فمشغولون.