فى الصفحة الثانية عشرة من عدد 18 نوفمبر 1961 من أخبار اليوم كتب جليل البندارى مقالة بعنوان «حبك نار.. بتلمونى ليه.. يامه القمر ع الباب.. الأغانى التى ألفها غيره واشتهرت باسمه»، وكانت المقالة بمثابة عريضة دعوى أو اتهام لمرسى جميل عزيز بسرقة مجموعة من الأغنيات.
هذا الكلام اعتمد فى قوله على الطبعة الجديدة الصادرة من كتاب «معارك فنية» للدكتور نبيل حنفى محمود الذى صدر حديثا عن دار الصحفى، وفيه يرصد واحدة من المعارك الفنية التى وقعت فى القرن العشرين.
وفى المقالة اتهم جليل البندارى بأن مرسى جميل عزيز سرق أغنية «يا أمه القمر ع الباب» من تراث الفنانة «الست توحيدة» وحرف فيها، حيث تقول الأغنية القديمة «يابا القمر ع الباب - نور قناديله/ أرد يابا الباب - ولا أناديله».
جليل البندارى لم يكتف بمقالة واحدة، بل كتب مقالة ثانية يكمل فيها ما بدأه فى الأولى، لكن مرسى جميل عزيز لم يهتز لفداحة ما حملته دعوى جليل البندارى ضده، وأرسل إلى أخبار اليوم شيكا بمبلغ خمسمائة من جنيهات ذلك الزمان، وطلب فى مقابل ذلك أن تعقد أخبار اليوم محاكمة علنية له، وذلك بأن تبعث الصحيفة بعريضة الدعوى التى جاءت فى كلام البندارى إلى مجموعة من كبار النقاد والأدباء، وذلك لاستطلاع آرائهم فى صحة ما اتهمه به البندارى.
المهم أن المحاكمة انعقدت على الصفحة السادسة من عدد 9 ديسمبر 1961 من أخبار اليوم، وضمت هيئة المحكمة كلا من الدكتور على الراعى والدكتور لويس عوض، والدكتور عبدالقادر القط، والدكتور محمد مندور والشاعر صلاح عبدالصبور»، وقالوا رأيهم فى الأغنيات المتهم فيها «مرسى جميل عزيز»، وبغض النظر عن هذه المحاكمة، فإن أغنية يا امه القمر ع الباب واحدة من أشهر الأغنيات العربية التى غنتها فايزة أحمد من ألحان محمد الموجى، وربما نعرف أنه الأردن فى الإذاعة الأردنية فى ستينيات القرن الماضى قد منعت إذاعتها، بدعوى أن «كلمات الأغنية مخلة بالآداب وتنافى الرسالة الخلقية التى درجت عليها إذاعة الأردن».
لا أعرف ما علاقة هذا الكلام بكون إسرائيل أطلقت أول رحلة استكشافية إلى سطح القمر على متن صاروخ مملوك لشركة خاصة من قاعدة كيب كانافيرال فى ولاية فلوريدا الأمريكية، ويحمل الصاروخ «فالكون 9» الروبوت الإسرائيلى إلى القمر فى رحلة ستستغرق شهرين، وستحاول المركبة المعروفة باسم «بيرشيت» التى تحمل بعض الأشياء منها «توراة» الهبوط على سطح القمر، والتقاط بعض الصور، وإجراء بعض التجارب، وهى مهمة صعبة، لم يستطع إنجازها من قبل سوى، وكالات الفضاء الحكومية فى الولايات المتحدة وروسيا والصين.