عندما تطلب دار الإفتاء المصرية تجريم ومنع لعبة «مومو» MOMO، على الجهات المعنية التحرك الفورى، الدار استشعرت خطرًا، فقررت التحريم والمطالبة بالتجربم والمنع، أخشى أن جرس الإنذار لم يصل إلى الأسماع، فلم نسمع تحركا ما لإنقاذ أطفالنا من خطر محدق، اللعبة تدفع الأطفال للانتحار، وصدر بشأنها تحذيرات مشددة فى بريطانيا.
لقد أسمعت لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادى، الإفتاء تخشى من مغبة الانسياق الطفولى وراء MOMO، ولكن الجهات المعنية بالطفولة فى واد، والمؤسسات المجتمعية فى واد، كل فى واد، متى يتحركون عندما يقع ما تخشى منه الإفتاء.
إلى متى نظل هكذا محلك سر، اللعبة جد خطيرة، وتستخدم شخصية «مومو»، وهى دمية مرعبة، ذات عيون واسعة وعميقة وابتسأمة مخيفة، لإخافة الأطفال، وتطلب منهم التواصل معها عبر «الواتس آب»، وترسل لهم صورًا عنيفة وتدعوهم لإيذاء النفس، أو القيام بأعمال مؤذية لأحبائهم، أو وضع أنفسهم بمواقف خطرة، أو حتى الانتحار!
عجبًا الإفتاء تحذر فى بيان من المشاركة فى اللعبة MOMO، وتطلب بخشية من استُدرِج للمشاركة فيها أن يُسارِعَ بالخروج منها، وتطالب الجهات المعنية بتجريم هذه اللعبة، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة، إلى هنا يتوقف دور الإفتاء ويبدأ دور وزارة التعليم، ومجالس وهيئات الطفولة والأمومة ومراكز الأبحاث الجنائية والاجتماعية.. هل تحركنا.. أشك لم أسمع فى الجوار بعض صياح.
خطر داهم يتهددنا، يقتحم بيوتنا، MOMO ليست اللعبة الأولى ولا الأخيرة، وشاهدنا طرفا من مأساة لعبة «الحوت الأزرق»، التى قطفت أرواحا بريئة، وتاليا مأساة لعبة PUBG التى حصدت روحًا مصرية بريئة فى خيطان بالكويت فى حادثة اقتحمت الصفحات الأولى من الصحف الكويتية وصارت حديث المجتمع الكويتى، وأبطالها مصريون القاتل حدث والمقتول حدث، والمأساة تتجسد فى قصص يشيب من هولها الولدان، والقصص تروى على حوائط الفيسبوك صاخبة.
أذكر أن دار الإفتاء نفسها حرمت فى إبريل 2018 لعبة الحوت الأزرق، وارتعبت البيوت، وارتعدت الفرائص، وحدثت المأساة وصارت حديث الركبان، وتوالت التحليلات وانتهت الحكاية كزوبعة فى فنجان الملهاة، ثم تركنا الألعاب القاتلة تغزو الهواتف النقالة فى أيدى الأطفال.
الدمية MOMO تخيفنا بعيونها الشريرة، تتسلل إلى عقول الصغار، تجتذب الأطفال عبر تطبيق واتس آب، تسحبهم رويدا رويدا إلى أعماق سحيقة، وكما حمل الحوت الأزرق شبابا إلى أعماق البحر غرقى فى لعبة تنتهى بالانتحار.
الخطر من ألعاب الأطفال الإلكترونية محدق، ويستوجب وقفة تربوية، ما يحدث فى البيوت المصرية من إهمال يصل إلى حد الجرائم السرية، جد خطير ما يحدث، الهواتف المحمولة فى أيد لاهية عابثة، لعب عيال على واتس آب ينتهى بكوارث، تخيل عدد الهواتف فى أيدى الأطفال، وفى شنط المدارس، الأطفال توحدت، أصيبت بالتوحد مع الهواتف، صارت تلعب مع دمى غريبة عجيبة شريرة، MOMO ليست لعبة بل هى للأسف الأم البديلة، تلاعب وتلهى وتغرس أفكارًا شريرة، الأطفال ضحية الإهمال الأسرى سقطوا فى براثن MOMO وأشباهها.
تحذير الإفتاء خطير ولم يأت من فراغ، مدارس بريطانيا أصدرت تحذيرات صارخة على أولياء الأمور، ولفتت إلى خطورة اللعبة الشريرة، ونحن هنا ولا حس ولا خبر ولا تحرك، عندنا مشكلة فى الإنذار المبكر، فى التوقع، أخشى أن يأتى الحراك المجتمعى تاليًا لحركة شريرة من MOMO تحصد ضحية أو ضحايا بريئة، نقف أمام جثامينهم المسجاة نقرأ الفاتحة، ونترحم على حنان الأم.