«يا من يدلُّ خطوتى على طريقِ الدمعةِ البريئه!
يا من يدلُّ خطوتى على طريقِ الضحكةِ البريئه!
لكَ السلامْ
لكَ السلامْ
أُعطيكَ ما أعطتنيَ الدنيا من التجريب والمهاره
لقاءَ يومٍ واحدٍ من البكارة»
نعم نعم وأنا كذلك.. قال صلاح عبدالصبور فى ديوانه الناصع «أحلام الفارس القديم»، وكثيرا ما يشتاق الواحد إلى الأحلام، وإلى «الفارس» وإلى القديم البرىء اليافع الصادق الواضح الذى لا يقيم وزنا لأى كذب، ولا يعد الكلمات قبل التلفظ بها.
«أُعطيكَ ما أعطتنيَ الدنيا من التجريب والمهاره
لقاءَ يومٍ واحدٍ من البكارة»
نظر ابنى ابن الخمسة أعوام إلى خارطة مصر وقال لى: ما هذه الشجرة يا بابا؟ فبكيت.
كدت أصرخ من شدة الفرح: هذا شاعر، هذا شعر، كدت أسأل من شدة الدهشة: كيف لى، وأنا العالم بالشعر والرسم والموسيقى والوطن، ألا ألاحظ تلك المفارقة، صورة مصر على الخارطة شجرة والله شجرة حقيقية، شجرة فى الشكل، شجرة فى المعنى، شجرة فى الألوان، كيف له أيضا أن يسأل عنها بمثل هذا الشغف، هل قالت له الخارطة ما لم تقله لأحد؟ هل حرضت مشاعره وأشعلت أفكاره الصغيرة لدرجة أن يسألنى عنها هى فحسب من بين كل الأشجار التى نراها؟ قلت له هذه بلدك يا ورد، هذه مصرك يا ورد.
«أحس براءة الأيام تعرت بين كفيك»
شىء ما فى البراءة يعنى النقاء، شىء ما يعنى الخلاص، شىء ما يعنى النصاعة والجمال، شىء ما يعنى السماح، يعنى المحبة، يعنى الإقبال، تسكننا الأتربة، تحفر فى ملامحنا سوادا، يمضى البشر أمام أعيننا، وكل واحد يغتال شيئا ما فينا، تمر الأيام علينا، فتلحس من براءتنا شيئا حتى نغدو عراة دون ستر، نصبح عراة دون لحم ولا تسكن الأرواح على العظام فتغادرنا غير مأسوف علينا.