وهاجت زنابير القفير «بيت النحل» من حول عمامة الإمام الطيب، تصدر «زيزيما» إلكترونيا شريرا، يتناول شيخ الأزهر بفاحش القول، تعقيبا على تحريف مفضوح لقول فضيلته المنصف فى قضية تعدد الزوجات، متهمين فضيلته باتهامات مصنوعة فى أقبية مسحورة.
مضطرًا، أصدر شيخ الأزهر بيانًا بأن تصريحاته «اقتطعت من سياقها وأنه لا يمكن أن يتحدث بكلام يناقض النصوص القرآنية أو السنة النبوية». وقال المركز الإعلامى للأزهر عبر موقعه الرسمى على موقع الإنترنت، إنه تابع ما أثارته بعض المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الإعلامى حول «حديث شيخ الأزهر» المذاع على الفضائية المصرية، وما تضمنته الحلقة من حديث حول مسألة «تعدد الزوجات».
معلوم الإمام الطيب لم يتطرق مطلقًا إلى تحريم أو حظر تعدد الزوجات، بل سبق أن قال خلال كلمة مسجلة لفضيلته أمام مؤتمر الإفتاء العالمى فى 17 أكتوبر عام 2016 نصًا: «وأبادِرُ بالقولِ بأنَّنى لا أدعو إلى تشريعاتٍ تُلغى حقَّ التعدُّدِ، بل أرفُضُ أى تشريعٍ يَصدِمُ أو يَهدِمُ تشريعاتِ القرآنِ الكريمِ أو السُّنَّةِ المُطهَّرةِ، أو يَمسُّهمَا من قريبٍ أو بعيدٍ؛ وذلك كى أقطعَ الطريقَ على المُزايِدِينَ والمُتصيِّدين كلمةً هنا أو هناك، يَقطَعونها عن سِياقِها، ليتربَّحوا بها ويتكسَّبوا من ورائها».
ونشر المركز الإعلامى مقطعا مصورا يبين كلمة شيخ الأزهر خلال هذا المؤتمر للتدليل على موقفه من القضية، وتولت صحيفة «صوت الأزهر» التوكيد على رؤية الإمام بمانشيت أحمر «زوجة واحدة تكفى» فى بيان للعامة يضع النقاط فوق حروف الإمام التى تشوهت بفعل فاعل.
هل انتهت الزوبعة، لا، فزنابير التواصل الاجتماعى لا تكف عن الدلغ «القرص»، وتحتشد احتشادا لتنال من العمامة الكبيرة، وتصدر «زيزيما» كطنين الذباب، تبحث عن ما تحط عليه من سواقط الكلم، ومحرفات الحديث، ومقتطفات مجتزأة من أحاديث الكبار ليلهو بها الصغار، ويقتات عليها شذاذ الآفاق، ويمعنون فى الكذب على الرجل.
الإمام الأكبر يتحسب ويستعيذ من الشيطان الرجيم، ويواصل مشوار قطعه انصافًا لمن أنصفها الله ورسوله، وظلمها طائفة من البشر وهم فى ظلمات أنفسهم يعمهون، الإمام يتحدث عن شرطية العدل مقرونًا بالتعدد، فإذا تحدث عن العدل هاج عتاة الظالمين.
الإمام لم يحرف ولم ينكر بل يذكر، «وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ»، يذكركم الإمام بالعدل قبل الشروع فى الظلم، هل مطلوب من الإمام ألا يعدل وهو يقرأ كتاب الله الذى يقرن العدل ويتحسب من الظلم فى قضية تعدد الزوجات، فالأصل واحدة، «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً» صدق الله العظيم.
قاطعو الطريق على نهج الإمام الأكبر نحو تحرى العدل فى هذه القضية، لا يتحرون مقاصد الشرع الكريم، فقط يكايدون، ويستهدفون، الإمام مستهدف من أئمة الشر الذين شقوا عصا الطاعة على المنهج الوسطى، الذى يستبطنه الطيب على أئمته فى رحاب الأزهر الشريف.
يقينًا الإمام لم يأت بجديد على الأسماع، ولكنهم صم بكم عمى عن إدراك مقاصد الشرع، وواجب دينى على فضيلته أن يكمل فى طريق العدل والإنصاف للمرأة المسلمة التى ظلمها بعض المتطرفين وأنزلوها فى مجتمعاتها منزلة لا تليق بتكريمها إسلاميًا، وألا يحرفه عنت هؤلاء أو يرهبه الغوغاء أو يخلى الطريق لأئمة الشر يسومونهن سوء العذاب، الحمد لله الذى سخر لنا إماما طيبا عادلا فى أهله وفق عدل سماوى منزل من السماء، الإمام لم يبتدع، بل يقرر ما هو كائن شرعا.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا. «النساء 135»