تهوى جماعة الاخوان الإرهابية توزيع الاتهامات على من يخالفون باطلهم الذى يحسبون أنهم من خلاله على حق ألا إنهم هم الكاذبون، فقد استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم شرع الله، بل نسوا الله فأنساهم أنفسهم.. استهانوا بالدماء والأعراض والأموال، بل استهانوا بالأوطان، وتحالفوا مع شياطين الأِنس للإضرار أوطانهم التى طَعِموا خيرها، ونشأوا فى أحضانها، وعندما وقف لهم علماء الأزهر بالمرصاد نالهم من سمومهم سهام الباطل ودعاوى الكذب، متجاهلين أن العلماء لحومهم مسمومة، فشككوا فى وطنية العلماء والفقهاء والمفكرين والكتاب والإعلامين وقالوا: إنهم علماء السلطان، ولم يأت فى حسبانهم مفهوم علماء الأوطان .. وذلك لأنهم جماعة لا تؤمن بالوطن، فلن تدرك معاني الوطنية التى تسرى في دم كل مصري عالمٍ عارفٍ فقيهٍ زارعٍ صانعٍ تاجرٍ طالبِ علمٍ.
فهؤلاء الشرذمة تجار الخراب لا يعلمون لجهلهم وجهالتهم أن علماء الأزهر قادوا شرارة الثورة ضد الاحتلال الفرنسي لمصر ضد نابليون بونابرت عام 1798، واحتشد اجدادي الأزاهرة في صحن الجامع الأزهر الأغر يعلنون ثورة القاهرة الأولى.. ولَم يخش علماء الأزهر خيول الفرنسيين ولا مدافعهم التى استهدفت أزهرهم .. بل قدموا أرواحهم على المشانق لترتقى إلى الملأ الأعلى مع الشهداء ، وفي الثورة العرابية شارك محمد عبده، وأحمد عبد الغني، وعلي المليجي، ومحمود إبراهيم، في دعم وتأييد عرابي ضد الخديو توفيق ، وعندما اقدم الخديوى توفيق عام 1882 على عزل «عرابي» من قيادة الجيش وعزل كبار قادة الجيش الموالين له، اجتمع شيخ الأزهر محمد الأنبابي مع الجمعية الوطنية لمجابهة تدخل القصر في شؤون الجيش المصري ، وكان الأزهر معقلًا للحركة الوطنية ضد الاستعمار الإنجليزي ، فانطلقت منه جموع المصريين في ثورة 1919 ، ونجح الأزهر في وأد الفتنة الطائفية التي أرادها المستعمر؛ فتقدم مشايخ الأزهر والقساوسة الصفوف الأولى، وقادوا ثورة 19 بـشعار "يحيا الهلال مع الصليب "
واستمر الأزهر في مسيرته الفكرية الوطنية حتى جاءت سنة عجفاء حكمت فيها جماعة الإرهاب مصر .. وكان عاما شديد الظلام .. فرقوا المصريين شيعا وأحزابا .. ورفعوا شعار من ليس معنا فهو علينا .. وخرجت موجات التكفير والتفسيق والتبديع لعلماء الأزهر وغيرهم من مختلف أطياف المجتمع الذين يرفضون الانقضاض على وسطية الإسلام التى تقبل الجميع من المخالفين عقائديا ومذهبيا رافضة مبدأ الإقصاء أو العدوان على المخالفين أو المساس بأماكن عبادتهم، ثم جاءت الانتفاضة المصرية في الثلاثين من يونيو عام 2013 لتشهد مصر تحولا شاملا في مختلف الميادين، جاءت تلك الثورة لتكشف للعالم الوجه القبيح الذى ترتديه تلك الجماعة الإرهابية، جاءت هذه الثورة لتسقط القناع الذى كانت تختفى وراءه تلك الجماعة التى كانت ترفع المصحف بيد وفي اليد الأخر تحمل خناجر فكرية مسمومة حادة تبيح القتل والتدمير والتخريب للأوطان، ومنذ ذلك الحين وتواصل تلك الجماعة الإرهابية شق طريقها في تجريح كل وطني وعالم وفقيه ومفكر، ومع كل قفزة تنموية أو اقتصادية أو اجتماعية تشتعل نيران غيظ الجماعة الإرهابية وتصاب بالجنون الذى يفقدها السيطرة على أبواب عقولها فصارت تهاجم المصريين الذين يعشقون تراب وطنهم ولا يرضون به بديلا مهما حاول جنود الشيطان إغراءهم بالمال والجاه .. فيقين كل مصرى : نموت وتحيا مصر .
أقول لكل كاره حاقد من تلك التيارات المنحرفة المتطرفة موتوا بغيظكم، فستظل مصر محفوظة محفوفة بالعناية والرعاية الإلهية، وسنظل علماء الأوطان وليس علماء السلطان، ولن يفهم ذلك الإخوان.