مصر عاشت أحداثا، لم تشهد مثيلا لها عبر تاريخها الحافل والطويل، بدأت بأحداث جمعة الغضب 28 يناير 2011 وحالة السلب والنهب وخروج المساجين والبلطجية ليسيطروا على الشوارع، مرورا بأحداث شارع محمد محمود التى اندلعت يوم السبت 19 نوفمبر واستمرت حتى الجمعة 25 نوفمبر 2011.. وهى أحداث مهزلة بما تحمل الكلمة من معنى، ومحاولة حقيقية لإسقاط مصر فى مستنقع الفوضى.. ثم أحداث مجلس الوزراء التى اندلعت يوم الجمعة 16 ديسمبر 2011 وأحداث العباسية..!!
لكن تظل من وجهة نظرى 5 أحداث فارقة، لا يمكن أن تتجاوزها الأيام، أو يدهسها الزمن بأقدام النسيان، شهدتها السنوات الثمانى الماضية، الأولى أحداث شارع محمد محمود ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية، والثانية أحداث مجلس الوزراء وحريق المجمع العلمى، والثالثة أحداث العباسية ومحاولة اقتحام وزارة الدفاع، عمود خيمة الوطن، والرابعة تهديد جماعة الإخوان علنيا بحرق مصر لو سقط محمد مرسى العياط فى الانتخابات الرئاسية 2012 أمام منافسه أحمد شفيق، والتأكيد أن لديهم 100 ألف مقاتل، سيتحركون فورا لإشعال النار لتقضى على الأخضر واليابس فى هذا الوطن، والخامسة الأحداث التى أعقبت فض اعتصام رابعة ومحاولة الإرهابيين تدمير البلاد..!!
ولفت الرئيس عبدالفتاح السيسى، على سبيل المثال، النظر إلى أحداث شارع محمد محمود، فى الندوة التثقيفية، أمس الأول، قائلا: «إن البلاد شهدت أحداث شارع محمد محمود فى نوفمبر2011، وإن القيادة المصرية فى ذاك الوقت كانت حريصة على عدم سقوط مصرى واحد فى هذه الأزمات».
الرئيس استرسل فى حديثه قائلا: «خلال تلك الفترة كنت مسؤولا عن المخابرات الحربية وعن الأجهزة الأمنية الأخرى، وأقول بثقة: لم نمس مصريا واحدا فى تلك الفترة، ولكن منذ دخول العناصر الإرهابية فى الأحداث ولمدة 6 أيام، بدأ سقوط القتلى، كما أقاموا المنصات، لإطلاق قذائف الدعوات لإسقاط الدولة، وإجبار المجلس العسكرى على الرحيل».
أضاف الرئيس: «فى ذاك الوقت طلبنا من رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وضع كتل خرسانية للفصل بين ميدان التحرير وشارع محمد محمود، وبالفعل، توقفت الأحداث عقب الانتهاء من مهمة وضع الجدار الخرسانى».
وأشار الرئيس إلى أن «الفريق محمد زكى كان موجودا فى ميدان التحرير فى ذلك الوقت مع وحداته لتأمين التحرير، وكنا حريصين للغاية على عدم تعرض مصرى واحد للإيذاء، ولكنهم قدمونا للناس على أننا قتلة وفسدة»، وقال أيضا: «أقسم بالله، أنا تحدثت منذ 3 سنوات، وأمرت بتشكيل لجنة لدراسة كل الأحداث التى وقعت فى أعوام 2011 و2012 و2013 حتى يتم وضعها بين أيادى الشعب المصرى بكل أمانة وشرف، وليعلموا كيف تدمر الدول، وتضيع البلاد».
ولمن نسى، أو تناسى، أن أول من أطلق شرارة النار لحرق قلب مصر، واقتحام وزارة الداخلية، فى أحداث شارع محمد محمود، هو حازم صلاح أبوإسماعيل، عندما دعا عبر صفحته على «فيس بوك» إلى مظاهرات تحمل شعار «جمعة المطلب الواحد» وذلك يوم 18 نوفمبر 2011، ثم سرعان ما لاقت تأييدا من جماعة الإخوان، وترحيبا كبيرا من حركة الخيانة والعار «6 إبريل» ونزل الجميع لميدان التحرير، وأشعلوا نار الفوضى فى شارع محمد محمود لمدة 6 أيام كانت حديث العالم، عندما وظفتها قناة الجزيرة الحقيرة، لتشويه مصر فى الخارج، وتأجيج الوضع فى الداخل..!!
كما لعب محمد البرادعى، الدور الأقذر فى تلك الأحداث، وبدأ يساوم المجلس العسكرى، والتقى المشير حسين طنطاوى، وأخبره أن أمريكا تريد تعيينه رئيسا للحكومة، لإطفاء حرائق شارع محمد محمود، إلا أن المشير طنطاوى، رفض طلبه بحسم شديد، وأسند مهام رئاسة الحكومة إلى الدكتور كمال الجنزورى..!!
والبرادعى، عندما طلب ضرورة تعيينه رئيسا للحكومة، كان يتخذ من أحمد الجبلى الذى جاء لحكم العراق من فوق دبابة أمريكية، مثلا وقدوة، إلا أنه يُحسب للمجلس العسكرى بشكل عام، والمشير حسين طنطاوى بشكل خاص، أنه رفض طلب البرادعى، المدعوم من البيت الأبيض، ويكتسب قرار الرفض، قيمة وشأنا كبيرا، كونه جاء وسط حالة ضعف مصر، وإصابتها بسيولة فوضوية استثنائية..!!
ولمن نسى، أو تناسى، نذكرهم، بتهديد الغدر والخيانة، وكل الصفات السيئة، لجماعة الإخوان الإرهابية، بحرق مصر فى حالة سقوط «الإستبن» محمد مرسى العياط، فى الانتخابات الرئاسية 2012 أمام منافسه أحمد شفيق، وأكدوا حينها أن لديهم جيشا جرارا قوامه 100 ألف مقاتل، سيشعلون النار فى كل قرى ونجوع ومدن ومحافظات مصر المختلفة، وأن هؤلاء المقاتلين أقاموا معسكرات تدريب فى سيناء، وتم إعداده على غرار «الحرس الثورى الإيرانى» ليكون جيشا موازيا للجيش المصرى..!!
الملفات الأربعة الخطيرة، حان وقت فتحها، وإعلان أسماء المتورطين فيها، ومحاسبتهم، لأنه حق أصيل للأجيال المقبلة، فى معرفة من الخائن الباحث عن إسقاط البلاد فى وحل الفوضى، ومن الذى دافع بالروح والدم، عن أمنها واستقرارها ومنع سقوطها فى وحل الفوضى..!!
ولك الله يا مصر...!!