لفتنى تعبير الأخ الصديق، الذى خاطب به الفريق كامل الوزير الرئيس عبدالفتاح السيسى، متعهدًا ببذل الجهد خالصًا فى خدمة الوطن فى وزارة النقل، لفتنى العلاقة الأخوية الوثيقة التى تربط الرجلين وعنوانها الإنجاز الذى صاحب الوزير فى مهمته، الذى كلفه بها الرئيس فى قلب الوطن.
تعبير عفوى يعرفه حقًا الرجال، يتجاوز الرسميات إلى أخوة فى حب الوطن، فالوزير رجل من رجال القوات المسلحة المفطور على التضحية من أجل رفعة الوطن، والرئيس القائد الأعلى يرى فى كامل النموذج، الذى يتمناه فى رجل الإنجازات الذى يصل الليل بالنهار دون كلل ولا ملل، يكفى أن ينادى الرئيس يا كامل.. حتى يكون حاضرًا، حضورًا منجزًا فاعلاً، صار النداء يا كامل.. يعنى بلوغ الغاية دون دخول فى التفاصيل، المهم الإنجاز وبلوغ الهدف المخطط.
ثقة الرئيس فى الفريق كامل الوزير تترجم فى حجم المهام التى ألقاها على عاتقه طوال خمس سنوات طوال، فكلما ألقيت عليه مهمة أنجزها، وكلما كلف بالصعب صار ميسورًا، كامل الوزير عنوان عريض للإنجاز.
الوزير رجل المهمات الصعبة يذهب من جديد مكلفًا فى مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة على رجل يعرف أن مهمته ليست تشريفًا، ولكن تكليف، مهمة موقوتة بمنتصف 2020، مهمة فى قلب السكك الحديدية، التى عانت طويلا من الركود والتسيب الذى كلفنا ما حرق قلوبنا فى الحريق الأخير فى «محطة مصر».
ترفيع اللواء كامل الوزير إلى رتبة «الفريق» مستحقة تمامًا، الرئيس يكافئ رجلا ود كل الشعب المصرى، إلا الكارهين المرجفين، أن يكافئه على ما صنعت يداه بمعونة صادقة من رجال أشداء فى الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، رجال أقسموا ليحولوا ليل هذا الوطن نهارًا، وجانا نهار.
الوزير كان واعيًا لدوره الجديد كوزير لوزارة مثقلة بالإعياء، متخمة بالكفاءات، وينقصها التوظيف السليم لقدرات بشرية وإمكانات ومليارات من دم الشعب مهدرة على السكك، ما ينقص السكك الحديدية «دينامو بشرى»، يربط مفاصلها، ويبث الحياة فى أوصالها، ويحشد طاقاتها، ويحفز هممها، السكك الحديدية ضمن منظومة النقل فى مصر تحتاج إلى «قلب شجاع»، وإلى همة حاضرة، وروح عالية، روح الفريق الوطنى.
الله يكافئ المجتهدين، وهذا رجل اجتهد وأخلص ونذر نفسه فى خدمة الوطن، ولقى قرار توزيره على الهواء مباشرة احتشاد شعبى، اختيار صادف أهله تمامًا، والوزير أهل لهذا التكليف، ولا أخشى على من شق قناة السويس فى ليل الوطن الجريح، وفجر الجبال فى «الجلالة» ليصنع منها أيقونة البحر الأحمر، وشق الطرق شمالا وجنوبا وشرقا وغربا من بنها حتى واحة جعبوب، وهندس العاصمة الإدارية الجديدة، ووقف على رأس رجاله فى زمهرير الشتاء وقيظ الصيف، رجل قال ربى الله ثم استقام فى خدمة هذا الوطن.
من أحبه الله حبب فيه الناس، وكامل الوزير أحبه العامة فى الطرقات وتمنوه وزيرًا، وودوا استنساخه فى كل مواقع الإنتاج، وبات ذكرًا اسمه مقرونًا بالإنجاز، رجل لا يعرف سوى الصرامة والحزم ولا تنقصه البشاشة والود، لم أرَ قائدًا يحبه رجاله كما أحبوا هذا القائد وشاهدته بعينى فى مواقع الإنجاز، يقف وسط رجاله، يعرفهم بالاسم، يستحثهم باسم الوطن على إنجاز التكليفات، وترك وراءه كتائب التعمير مشحونة البطاريات فى مواقع العمل، التى تواصل الليل بالنهار فى سباق مع الزمن الصعب.
الإنجاز المطلوب فى السكك الحديدية يحتاج إلى ثورة حقيقية، ثورة على اللوائح التى أقعدت الرجال السمر الشداد عن الإنجاز، ثورة على الموروث فى ورش الشكك الحديدية، تحديث وتطوير وعصرنة، ثورة يقودها رجل جاء من كتيبة الإنجاز، ولا يعرف سوى الإنجاز، وعنوانه هو الإنجاز، وسينجز المهمة فى موعدها تمامًا بعون الله، وبإرادة سياسية ترجمت فى كلمة أقرب إلى النداء.. يا كامل.