لماذا ننشغل على مواقع السوشيال ميديا بالتفاهات والنميمة والشائعات ولا نلتفت للإنجازات والنجاحات المتحققة؟ سؤال دائما ما يخطر على بالى كلما رأيت أو وصلتنى أخبار ومعلومات عن مشروعات كبرى تتحقق بأيد مصرية وتسهم فى توفير فرص العمل ودعم الاقتصاد وفتح آفاق تنموية جديدة، دائما تُواجَه هذه المشروعات الكبرى بالصمت المريب على السوشيال ميديا وكأنها تتحقق فى بلد آخر، أو تتلقفها الأذهان والنفوس الملوثة لتبدأ حملات تشكيك فيما يتم تنفيذه، إما بالتهوين من شأنها أو تكذيب الواقع المتحقق أصلا واعتباره «فوتوشوب»، المهم أن تفسد هذه النفوس الملوثة فرحة المصريين وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل، وتصدير الإحباط واليأس إليهم.
انظروا معى إلى مشروع محور روض الفرج الذى سيكون واحدا من أكبر مشروعات النقل المنفذة على النيل، وسيدخل موسوعة «جينيس» كأعرض كوبرى معلق فى العالم، كما أنه مشروع معقد وملىء بالتحديات الفنية، ويشارك فى تنفيذه أكثر من 4 آلاف مهندس وفنى وعامل كلهم مصريون، مما يدعو للفخر أن فى بلدنا خبرات هندسية تستطيع تنفيذ أعقد وأصعب المشروعات فى العالم.
المحور الذى يربط شمال وشرق القاهرة بطريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى عند الكيلو 39 عبارة عن 6 حارات مرورية بعرض 64.5 متر، وبالتالى سيكون أكبر الطرق عرضا فى العالم، ويضم كل اتجاه 6 حارات، 4 منها للسيارات الملاكى، وحارتان للأتوبيس شاملة 6 منازل ومطالع بمنطقة المظلات و8 مطالع ومنازل بالدائرى.
الذين يكتبون باستسهال وتفاهة أن محور مثل محور روض الفرج هو مجرد كوبرى جديد يضاف إلى الكبارى والطرق التى بناها السيسى مثلما فعل مبارك وغيره من الحكام الذين حكمونا فى السابق أقول لهم: نقطة نظام صغيرة من فضلك، لابد أن تعرف أولا ماذا يعنيه مثل هذا المحور المهم وتأثيره على حركة الطرق فى القاهرة وصولا إلى الساحل الشمالى وحتى السلوم، وشرقا حتى العين السخنة وجبل الجلالة وطريق السويس وصولا إلى الغردقة.
هذا المحور الجديد الذى يقطع النيل من منطقة الخلفاوى يربط شرق مصر بغربها، كما أنه يمنع نهائيا التكدس بين شرق وشمال القاهرة وغربها وجنوبها، ويوفر مئات الآلاف من لترات البنزين يوميا، تستهلكها السيارات فى الزحام والتكدسات المرورية، فهو يربط كل مطالع شبرا بمحور الفنجرى ومصر الجديدة، كما يعتبر محور روض الفرج جزءا من الطريق الحر الواصل من الزعفرانة بطريق السويس إلى الطريق الساحلى للبحر الأحمر من خلال طريق الجلالة الجديد، كما يربط الزعفرانة والعين السخنة على البحر الأحمر بالمحور الشمالى الممتد من الضبعة إلى مطروح وسيدى برانى ويبلغ طوله 600 كيلو متر.
عندما يتوافر لديك طريق عظيم يربط بلادك، شرقها بغربها، كما يربط العاصمة بأهم المقاصد السياحية على البحر الأحمر بنظيرتها على البحر المتوسط، نكون أمام تخطيط محترم يستشرف المستقبل، كما نتوقع أن يحدث هذا المحور نقلة فى العمران والرواج التجارى والاقتصادى، ولكم أن تتخيلوا كل نقطة يمر عليها هذا الطريق ولم تكن مزدهرة بالعمران ماذا يمكن أن تكون عليه، بدءا من المشروعات على حرم الطريق وانتهاء بإنشاء المدن الجديدة والخدمات ومراكز التجارة الصغيرة.
وتحقيق مثل هذا المشروع الكبير بسواعد مصرية، رغم ما يتضمنه من تعقيدات وصعوبات هندسية، خاصة الجزء المعلق من المحور على النيل، وكذلك فتحة الكوبرى المعلق التى تسمح بالملاحة النهرية، يدعو للفخر وللتفاؤل وللدهشة أيضا، فكيف تتحقق مثل هذه المشروعات الكبرى فى التوقيتات الموضوعة دون أن تؤثر عليها الأوضاع الاقتصادية ولا الحرب على الإرهاب أو الحروب المعلوماتية والنفسية والشائعات التى نتعرض لها؟!
علينا أن نرفع رؤوسنا بما تحقق من إنجازات وأن نترفع عن التفاهات والقلش والسخرية العدمية على السوشيال ميديا، لأن الإنجازات المتحققة هى ما يبقى معنا، أما الشائعات والتفاهات والتشكيك على السوشيال ميديا فهى إلى زوال سريع لكن خطورتها أنها تورثنا التبلد والتواكل واللامبالاة كما تجعل من متابعينها مثل عواجيز الفرح لا يسهمون فيما يتحقق ولا يشعرون بالفرح لما يتم إنجازه. تحية لكل عامل وفنى ومهندس مصرى شارك فى هذه الملحمة العظيمة «محور روض الفرج» وتحيا مصر.