يتحرك الدبلوماسى من فكرة أن وطنه فى خطر دائم، هذا هو الدرس المهم الذى تعلمته عندما تواجدت فى ندوة مهمة لمناقشة كتاب «كنت سفيرا لدى السلطان» الصادر عن دار نهضة مصر، للسفير المصرى عبدالرحمن صلاح، والذى كان آخر سفير مصرى فى تركيا.
عاش عبدالرحمن صلاح فى تركيا السنوات ما بين 2010 و2013 وهى الفترة التى شهدت تطورات خطيرة فى مصر، وكانت تركيا أكثر الدول ظهورا فى الحلبة، باحثة عن دور مهم، رأى عمرو موسى الذى كان مشاركا فى الندوة أنها أرادت إقصاء القاهرة من الساحة، لكنه أكد أنها لم تكن تريد الإقصاء الكلى لمصر، هى كانت تريدها تابعا يسمع كلامها وينفذ أجندتها.
تحدث عمرو موسى بحيادية غريبة، قال فى تركيا كل شىء، أشاد بأشياء وهاجم أخرى، ودعا لتأمل أفكار ومشروعات وتعلم كيف تمت، وأكد أن الأشياء الجيدة حدثت من قبل أردوغان، أما ما يحدث الآن فحافل بالأخطاء التى لا نهاية لها، وهذا الكلام المحايد مهم لأنه كاشف ومعتمد على حقائق.
دار فى الندوة حديث مهم عن الدبلوماسية وصناعتها ورؤيتها ودورها، وكان رأى أحمد أبو الغيط، أن السياسة التركية تجاه مصر وسوريا وليبيا والمنطقة العربية كلها خاطئة، وأنها سوف تعانى كثيرا من جراء هذه السياسات، فها هم الأكراد لا يتوقفون عن إثارة المشكلات لها.
الكتاب يستعرض ما حدث عن طريق عبدالرحمن صلاح بصفته شاهد عيان وطرفا أصيلا فى كل الأحداث التى وقعت خاصة فى عام 2013، بكل ما فيها من أحداث، مظهرا كيف أن مصر مهمة بالنسبة للعالم أجمع حتى إن الآخرين يضعونها نصب أعينهم دائما بالمحبة أو بالكراهية، لكنهم لا يستطيعون أبدا أن يتناسوها أو يغفلوا مكانتها.
من جانب آخر فإنه فى الفترة الأخيرة انتشرت الكتب التى صاغها دبلوماسيون سواء كانت مذكرات أو شهادات، مما أتاح نوعا ضرورويا من الثقافة التى يحتاجها القارئ العربى، خاصة أن هذا النوع من الكتب يلقى رواجا كبيرا ويحقق مقروئية عالية.
هذه الثقافة الدبلوماسية تناقش الكثير من القضايا بشكل علمى حيادى أو حتى بذكاء سياسى، بعيدا عن العاطفية، واعتمادا على فكرة أساسية هى تحقيق المصلحة الوطنية للدولة.
ومصطلح الدولة الوطنية واحد من أكثر المصطلحات التى سمعتها، أمس، فى ندوة المناقشة، عندما كان الكلام يدور عن دور السفير فى خدمة وطنه.