أشهد أن النشر فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، قد شهد مرة أخرى مرحلة من الرواج الطيب، يشكر عليها الشاعر جرجس شكرى، أمين عام النشر فى الهيئة، ولعل معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته الخمسين، كان الدليل الأكبر على هذا الكلام، وللحق فقد استمرت هذه الحالة بعد المعرض أيضا، حيث صدر عدد لا بأس به من الكتب المهمة.
وفى رأيي إن ذلك تحقق بسبب رؤية معينة قامت على فكرة دراسة ما يتم نشره، لأن المطروح كثير والاختيارات الصحيحة هى التى صنعت الفارق، فقد نشرت الهيئة بجانب الكتابات الحديثة المقروءة عددًا من الكتب المؤسسة التى يسعى إليها القارئ المصري والعربي، سواء أكانت موسوعات أم أمهات كتب.
لكن الملاحظ أن هذه الكتب تنفد سريعا، وربما لا تظل على أرفف المعارض يومًا أو يومين، ثم يصبح العثور عليها واحدًا من المستحيلات التى لا تتحقق بسهولة، ويصبح الطلب عليها متزايدًا، وبالتالي فإننا نطالب الهيئة بعدم الاحتفاظ بأي نسخ من هذه الكتب في المخازن، والعمل على اعادة طبع الكتب التي نفدت، وفتح الباب فى ذلك إلى أقصى حد، ونستمر فى ذلك طالما انتهت الطبعة أعادت الهيئة الطبع.
وهناك جانب آخر مهم يتبع الكلام الأول، ويتمثل فى وضع خطة أكبر للتوزيع، لأنني في الحقيقة لا أعرف لماذا تراجعت قصور الثقافة عن الوجود بكثافة فى الشوارع والميادين، ولماذا غابت مراكز التوزيع التى كانت موجودة من قبل ولماذا تركت وزارة الثقافة بوجه عام الشارع لتجار الكتب المزورة يسرقون حقوق الناشر والمؤلف، ولماذا نجد كتب قصور الثقافة متوفرة فى سور الأزبكية بأسعار أغلى من التى يباع بها في الهيئة؟
نسأل عن ذلك لأن الكتب التى يتم توزيعها عند بائعي الصحف قليلة، مع العلم بأن بائعي الصحف والمجلات قل عددهم بشكل واضح، وفى المحافظات كادوا يختفون، أما فى المراكز التابعة للمحافظات فقط اختفوا منذ زمن، وبالتالي فإن الكتب لم تعد تصل بالصورة المطلوبة، يحدث ذلك فى الوقت الذي صارت لدينا فيه كتب جيدة تستحق التوزيع، وعليه فإن البحث عن مكان منظم ومعد لتقديم هذه الخدمة الثقافة صار ضرورة.
أرجو من الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومن وزارة الثقافة جميعها، أن تنظر لهذا الكلام بعين الرعاية، وأن يكون شعارها "طالما أسعى لتقديم خدمة ثقافية، فيجب أن أقدمها كاملة متكاملة".