"الشائعات".. باتت تدق ناقوس الخطر، فلا تتوقف عند حد مطلقها، وإنما تمتد وصولاً لخارج الدول، فى ظل الانتشار الكبير لشبكة الإنترنت وعدم تقيده بحواجز جغرافية.
ما فشل فيه الخارجون عن القانون، خاصة العناصر المتطرفة، على أرض الواقع من حشد تارة وتنفيذ أعمال تخريبية تارة أخرى، أرادوا تحقيقه من خلال "العالم الافتراضى"، بإطلاق سيل من الشائعات التى تهدف التخريب والتدمير.
وتتعمد الجماعة الإرهابية نشر الشائعات المغرضة وتحريف الحقائق بسوء نية وتلفيق التهم والتشهير والإساءة للسمعة والسب والقذف، فضلاً عن التلقين الإلكترونى الذى يقوم على حشد المؤيدين والمتعاطفين مع الإرهابيين الذين يستخدمون المنابر الإلكترونية للتواصل مع أعوانهم للتظاهر والاعتصام، والدعوة للخروج على الثوابت المجتمعية وتشجيع التطرف والعنف والتمرد.
شائعة اختطاف طالبة من المدينة الجامعية بجامعة الأزهر فى أسيوط، وتداول البعض لها دون التدقيق فيها، كشف عن عدة جوانب سلبية لدينا، لعل أبرزها تداول الشائعات دون العودة للمصادر الرسمية للمعلومات والتأكد منها، ودون الالتفات لخطورة هذا التداول.
للأسف أصبح تداول الشائعات أمراً رائجاً، فى ظل سرعة "الكوبى بست"، دون أن نعطى عقولنا لحظة واحدة للتفكير فى منطقية ما نتداوله، ودون أن نقنن المعلومات ونؤكدها من مصادر الرسمية، فالهدف أن نكون أول من نكتب على صفحاتنا بالسوشيال ميديا، لكننا نكتب أى شىء، بغض النظر عن تداعيات ما نكتبه ونروج له دون أن نشعر.
الشائعات التى نروج لها دون الالتفات لخطورتها، ستكون نتائجها وخيمة، وربما تكون أنت أول من يجنى ثمار هذا الإفك.
للأسف.. أصبح كثيرون أدوات سهلة وبسيطة فى أيادى مجرمون معلوماتيين يتميزون بقدر من العلم والقدرة على استعمال تلك التقنيات، وبعضهم لديه مهارة فائقة، وهم من يطلق عليهم "أصحاب اللياقات البيضاء"، حيث يرتكبون جرائمهم وهم جالسون فى أماكنهم، خاصة أن الجريمة الإلكترونية عابرة للحدود، فاحذروهم.