بنفس شجاعة اتخاذ قرارات الإصلاحات الاقتصادية الثورية، فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى، الجميع باتخاذ قرارات شجاعة أمس الأول السبت، برفع الحد الأدنى لمرتبات الموظفين والعاملين بالقطاعات الحكومية، كما شمل القرار رفع الحد الأدنى أيضا لأصحاب المعاشات.
القرارات الجوهرية، كانت مفاجئة، ولم يتوقعها أحد، وجاءت عقب قرار مهم أدخل البهجة على عشرات الآلاف من أصحاب المعاشات، عندما طالب السيسى، من الحكومة سحب الاستشكال على الحكم الصادر من المحكمة الإدارية العليا بجلسة 21 فبراير 2019 بشأن العلاوات الخاصة لأصحاب المعاشات، وعرض الأمر على الجمعية العمومية بمجلس الدولة لاستطلاع الرأى فى بيان التسوية وفقا لمنطوق الحكم.
وتعالوا نقر حقيقة واضحة للعيان، أن حزمة الإجراءات الاجتماعية التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول السبت، تدشن لعقد اجتماعى جديد بين الدولة والمجتمع، وتعكس تقدير الرئيس لحجم التضحيات التى تحملها الشعب المصرى، وصبره بكل إباء على تجرع دواء المر، بتحمل قرارات الإصلاحات الاقتصادية الصعبة، من أجل عودة الثقة فى اقتصاد بلاده، ووضعه على الطريق السليم، وجنى ثمار هذا الإصلاح الشامل ليس فقط للجيل الحالى ولكن للأجيال القادمة.
ولم تكن حزمة الإجراءات الاجتماعية التى وجه بها الرئيس السيسى والتى سيبدأ تنفيذها من أول يوليو المقبل، مجرد قرارات مبهجة ومدهشة، وإنما نتائج على الأرض، تحققت بفعل صبر شعب واع، وزعيم خطط وراهن بمستقبله السياسى من أجل تقدم وازدهار بلاده، ومستقبل شعبه، ووضع مصر فى المكانة اللائقة بتاريخها على الخريطة الجغرافية، وبين الأمم الكبرى، ومن ثم وبعد النجاح المذهل للإصلاحات الاقتصادية، أعطى أوامره بفتح الخزانة العامة لاستخراج ما يقرب من 60 مليار جنيه، عبارة عن 30.5 مليار جنيه لتمويل زيادات الأجور والمرتبات، و28.5 مليار جنيه لتمويل زيادات المعاشات الاجتماعية، ونحو مليار جنيه لتمويل ضم 100 ألف أسرة جديدة لبرنامجى تكافل وكرامة.
نعم، قلها وبصوت عال، ولا تبال للخونة وأصحاب المآرب، والباحثين عن الاستحواذ على كعكة الحكم، ومرضى التثور اللاإرادى، إن الرئيس السيسى، زعيم حقيقى، بقراراته وإنجازاته، وأثبت بالدليل العملى أنه رجل أفعال لا أقوال، وما من وعد قطعه على نفسه إلا وحققه، ويكفى بعض من إنجازاته، أنه وقف أمام أخطر جماعة إرهابية فى العالم، بكل قوة وجسارة، ودخل عش دبابير الفسدة والمفسدين، ولم يفرق بين خفير فاسد، ووزير ومحافظ مرتشى، ورفض المقايضة بين شعبيته وبين قرارات تنهض بوطنه، فأعلى من شأن الوطن، ومصلحته العليا فوق شعبيته.
الرئيس السيسى، لم يحقق إنجازات فحسب، ولكن صنع معجزات فى زمن المستحيلات، سواء فى الكهرباء والمشروعات الزراعية والغاز والبترول ومصانع الرخام، والطرق والكبارى أو إنشاء عاصمة إدارية عصرية، تنقل مصر إلى مصاف الدول الكبرى والمتطورة، بجانب تطوير الجيش المصرى بما يدفع به إلى مصاف الجيوش العشرة الأقوى فى العالم، وفقا لتصنيف منظمة «جلوبال فاير باور»..!!
ويبقى من أبرز الملفات الإنسانية والاجتماعية التى حقق فيها السيسى معجزات، هى ملفات الصحة والتعليم والعشوائيات وإخراج الغارمات والغارمين من السجون.
نعم، فيروس «سى» كان حتى وقت قريب وحشا ينهش أكباد المصريين، ومصر كانت تحتل المراكز المتقدمة فى انتشار الوباء بين مواطنيها، ما يعد كارثة إنسانية كبرى، وكانت تتجلى المأساة عند الذهاب لمستشفيات الأورام ومراكز الكبد وحتى العيادات الخاصة، فالمشاهد كانت مفجعة من هول تكدس الطوابير من المرضى، وتصاعد صرخات آلامهم، فكان القرار الصائب والرائع من الرئيس عبدالفتاح السيسى بالإعلان عن مواجهة هذا الوباء، والقضاء عليه، وبالفعل تمكنت مصر فى مدة قصيرة من تحقيق نجاحات مبهرة..!!
ولم يكتفِ السيسى بذلك، وإنما قضى على قوائم الانتظار، وقام بتدشين قانون التأمين الصحى، بجانب مواجهة كارثة العشوائيات، التى تعد ورما مؤلمًا للعيون أن تبصره، وجرحا يستغله كل أعداء بلادنا لتشويهنا، فوضع خطة القضاء عليها، وإقامة مساكن آدمية، صحية، ثم اقتحم ملف إخراج كل الغارمات والغارمين المحبوسين فى السجون نتيجة عدم القدرة على تسديد بضعة جنيهات، فقرر أن يتم سداد المبالغ بديلا عنهم، وإخراجهم من السجون.
السيسى رجل الأفعال، استطاع خلال 5 سنوات فقط، من تحقيق إنجازات، مائة ضعف ما تحقق طوال أكثر من 40 سنة سابقة، وأن الإنجازات تحققت فى كل المجالات، ولم تكن مقصورة فقط على مجال بعينه، وفى تقديرى أن أبرز الإنجازات العبقرية، التى سيسطرها التاريخ للنظام الحالى بأحرف من نور، تغيير ثقافة «الاستيراد» لكل شىء إلى ثقافة التصدير والإنتاج، وهناك فارق شاسع، بنفس اتساع المسافة بين السماء والأرض، بين ثقافة الاستهلاك والاستيراد لكل شىء، وبين ثقافة الإنتاج والتصدير، والقدرة على أن تأكل مما صنعت يداك، وتقتحم أسواقا خارجية لجلب العملات الصعبة.
ولك الله.. ثم شعب واع وصبور.. وجيش قوى يا مصر..!!