كالعادة بدأ موضوع خطف الطائرة جادا، وانتهى مضحكا وكوميديا، لكن السخرية لا تمنع من أننا سندفع بسبب سيف الدين الشهير بصفوت ثمنا إضافيا من تراجع السياحة، ونقص العملات. وبعد أن انتهينا من حالة التحليل الفورى الجاف للحدث، والتى طلعت أغلبها تحليلات فاشلة من المدعين أو المبررين.
تحاليل «العمقاء» وضعتنا أمام تشكيلة بارانويا عقلية وتطاير أفكار «فيزيوسوشيالى»، لكن صورة الخاطف سيف الدين وشعوره بالتحقق أمام كاميرات السيلفى مع أحد المخطوفين، جعلتنا أمام ما يشبه «فيلم كوميدى».
التحقيقات وحدها ربما تكشف عن ما إذا كان الخاطف يعانى من مرض نفسى، أو أنه مدفوع أو شريك فى خطة أوسع، لكن صور سيف الشهير بصفوت وتاريخه الإجرامى تضاعف من حالة الالتباس وتجعلنا نطرح أسئلة.. هل كانت الرغبة فى الشهرة وحدها وراء الخطف؟. أم إن الخاطف أقدم على هذا الفعل للهروب من القضايا والاتهامات والإحباط بسبب هروب زوجته وأبنائه، مثلما يقول بعض أقاربه وجيرانه؟.
جيرانه قالوا أنه يشتهر باسم صفوت فى المنطقة وأنه لم يكن يظهر كثيرا، وأنه ارتكب الكثير من وقائع النصب، فضلا على غرابة طباعه، فهو انعزالى. لكن يبدو أن جيرانه أيضا تسعدهم الأضواء، لأنهم أبدوا سعادة إعلامية وهم يتحدثون عن جارهم سيف الشهير بصفوت، وأنه اختطف الطائرة واحتل صدارة أخبار ونشرات أخبار العالم.. بعض جيرانه بحثوا له عن مبررات تقوىّ صورته كخاطف، قالوا إنه نصاب وعليه عشرات القضايا، وسبق سجنه. وهناك من أبدى إعجابه بصفوت وحادثته وزوجته اليونانية السابقة التى هربت وعلقت جارته بعفوية أن طليقته كانت جميلة و«تستاهل عشر طيارات».
الحادث أظهر مواقف تصنع فيلما كوميديا تتوفر له كل عناصر التشويق، ويكفى مشهد المخطوف البريطانى بن إينيس الذى حرص على التقاط سيلفى مع سيف، أرسلها لأحد أصدقائه الذى نشرها على مواقع التواصل، وبدا الأمر مثيرا للسخرية، لأن الشاب كان ضخما يبتسم بخليط من «الولاحاجة مع بعض الدهشة والانبساط»، بينما يبدو الخاطف بجواره «منشكحا» بالسيلفى، ولولا أن سيف يرتدى الحزام الوهمى لاختلط الأمر على المشاهدين. ولا تعرف من منهما يريد الكاميرا أكثر، الخاطف أم المخطوف.
وأكملها أحد المخطوفين بقوله أمام التليفزيون «كانت لذيذة.. وماتحصلش إلا مرة واحدة فى العمر». ليبدو الأمر كأنه فسحة فى قبرص وليس خطفا. وهو ما يدخل فى «هم يضحك وهم يبكى». فلا الخاطف يتناسب مع مواصفات الخاطفين العتاولة، ولو ظهر أنه مختل أو طالب شهرة سندفع ثمن الهبل والمهزلة فى حال اتضح أنه مجرد مختل يحب الشهرة ويعشق الكاميرات.