جريمة مقتل متسولة على يد مسجلين خطر بعد وضع منوم لها فى العصير بحى عابدين فى القاهرة، لسرقة حقيبتها التى كانت تحتوى على ألف جنيه وعقود أراض ومنازل، كشف النقاب عن "مافيا التسول" فى مصر.
هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها لكن هناك العديد من الوقائع التى قفزت على السطح مؤخراً، لعل أبرزها ضبط متسول بإحدى محطات السكة الحديد بحوزته أكثر من 80 ألف جنيه، جمعها من "الغلابة" بزعم أنه مريض أو يجهز بناته للزواج، وغيرها من الروايات الواهية التى يلقيها المتسول دوماً على مسامع المواطنين، الذين يضعون أيديهم فى طيات ملابسهم ويدفعون بالأموال لهؤلاء المتسولين.
للآسف.. بات "التسول" مهنة يقصدها الكثيرون، خاصة أنها سهلة، فمن خلالها يستطيع الشخص جمع المال بسهولة ويسر، وفى غضون أشهر قليلة يضمن أن يكون فى مصاف الأغنياء، فضلاً عن أن هذه المهنة لا تكبده أى مجهود، سوى الجلوس على قارعة الطريق، أو التحرك ببطء فى وسائل المواصلات، الأهم أن يكون محترف تمثيل، ولديه قدرة على الإقناع ويمتلك روايات عديدة يسوقها على المواطنين لاستعطاف قلوبهم وجمع الأموال.
وبالرغم من الجهود الأمنية التى لا تتوقف لضبط عشرات المتسولين بصفة دورية، وملاحقة هؤلاء الأشخاص الذين يشوهون المظهر الحضارى للقاهرة ـ وليسوا فى حاجة للمال ـ إلا أن الأمر بات مسألة "ضمير" ، فطالما غاب "ضمير" الشخص وارتضى أن يستولى على أموال ليست من حقه، وتقمص شخصية "الفقراء" فإن هذه الظاهرة ستستمر وتنتعش.
للأسف الفقراء الحقيقيون الذين يحتاجون للمال لا يتسولون أبدا، وإنما يجلسون فى منازلهم، تحسبهم أغنياء من التعفف، فهم لا يسألون الناس إلحافاً.
شىء طيب وجميل أن تخرج من أموالك صدقة، لكن الأجمل أن تبحث وتفتش عن من يستحق هذه الصدقة، حتى تذهب للمستحقين فتعم الفائدة ويزيد الثواب.