قال سوبير لال، رئيس بعثة صندوق النقد الدولى لمصر، فى تصريحات صحفية، على هامش بعثة طرق الأبواب الأمريكية، التى تنظمها غرفة فالتجارة الأمريكية بالقاهرة إلى واشنطن، إن مصر ماضية بشكل ناجح فى مسار تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، بما ينعكس بشكل إيجابى على المؤشرات الرئيسية للاقتصاد المصرى.
وأشار رئيس بعثة صندوق النقد الدولى لمصر، إلى أن نسبة البطالة تراجعت لأدنى مستوياتها منذ عام 2011، كما ارتفع حجم الاحتياطى النقدى الأجنبى لدى البنك المركزى ليبلغ نحو 44.06 مليار دولار بنهاية فبراير الماضى، وأن سياسات الإصلاح الاقتصادى ستسهم فى كبح جماح التضخم بشكل كبير، ما يمثل مساندة قوية للفئات الأكثر احتياجًا من السكان، وأن السياسات المطبقة تتضمن تخفيض عجز الموازنة العامة، وتوفير أراضٍ صناعية وتعزيز سياسة المنافسة وكفاءة إدارة المؤسسات المملوكة للدولة.
وشهد شاهد من صندوق النقد، شهادة وافية لا تشوبها شائبة نفاق أو مجاملة لبرنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى، مثل هذه الشهادات لا تصدر هزوًا أو لتزجية الفراغ أو مجاملة، أو تطبيلا كما يجترئ المرجفون فى القنوات والمواقع المعادية.
شهادة حتمًا ستتجاهلها القنوات الأجنبية الموجهة للداخل المصرى تحبطه وتشكك فى كل إنجاز مصرى، وتترك المتون المتحققة وتستطرد فى الهوامش المخلقة تخليقًا للتشويش على الحالة المصرية.
سوبير لال، اقتصادى مسؤول فى صندوق النقد، وليس «هلفوت» من هلافيت الليل وآخره فى اسطنبول، مسؤول عن كل كلمة، وكل حرف يصدر عنه بحساب، ويحاسب حساب الملكين من رئاساته فى الصندوق، مثله ليس مطلق السراح ليقول ما يحلو له فى العواصم، التى تنفذ برامج الصندوق، يترتب على الحرف إجراءات، وعلى الإجراءات حسابات، وعلى الحسابات مراجعات، والمؤشرات التى قال بها تسهل مهمة الحكومة المصرية فى مواجهة خبراء الصندوق فى مراجعات مايو المقبل.
أهمية شهادة سوبير لال، أنها تأتى من الصندوق وهو رقم مهم فى الاقتصاد العالمى، وشهادة من مسؤول مباشر عن برنامج الصندوق فى مصر، وشهادة للاقتصاد المصرى لم يقل بها مسؤول محلى متحمس للبرنامج الوطنى، ومثل سوبير لال، لا يتحدث فى الهواء الطلق دون أرقام محققة يراجعها، ويقف عليها، ويحدد مصادر القوة والضعف فى البرنامج، ومعنى بإنجاح البرنامج الاقتصادى الإصلاحى، الذى يقوم على تنفيذه، ولا يملك ترف المغالطة أو المجاملة، أو حتى الرضوخ لإملاءات أو ضغوط من الحكومة المصرية، ولا تشوب تقاريره شائبة، شهادة اقتصادية بحتة خلوا من السياسة.
صحيح تربينا على عداء الصندوق والبنك الدوليين منذ أيام طيب الذكر جمال عبد الناصر، ولكن كما يقولون الدنيا تغيرت، وسياسات الصندوق والبنك تغيرت، وأصبحت شهادات الصندوق والبنك من موجبات الاقتصاد العالمى، ومؤشرات على صلاحية البرامج الاقتصادية فى دول العالم شرقه وغربه، ولسنا فى عزلة عن الاقتصاد العالمى، ما يحدث فى بورصة نيويورك يؤثر على بورصة القاهرة، سلبًا وإيجابًا.. وهذا من طبائع العالم الاقتصادية.
تفاؤلًا بما شهد به سوبير لال، ستكون جولة مايو مع الصندوق الجولة الأفضل ليفى الصندوق بالشريحة الأخيرة من القرض بقيمة مليارى دولار من إجمالى 12 مليار دولار، القرض حقق مصداقية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى ما يفوق قيمته المادية، نرى أثرها إيجابًا فى مؤشرات المؤسسات الدولية حول حالة الاقتصاد المصرى وترفيع درجاته إلى العلامات الإيجابية، بعد أن ظلت مصر تعانى المؤشرات السلبية خلال السنوات السبع العجاف الماضية.