تليفونك بقى صاحبك المقرب «الأنتيم»، أكثر وقت بتقضيه فى اليوم من نصيب تليفونك، هو أصبح صديقك الصدوق وحامل كل أسرارك، يعرف عنك أدق تفاصيل حياتك، يعرف بتروح فين وبتكلم مين وبتشوف مين، حياتك بتفاصيلها عليه.
بالصدفة اتفرجت على فيلم فرنسى عن مجموعة من الأصدقاء بيتعشوا مع بعض، قرروا يلعبوا لعبة جديدة من باب التسلية.
اللعبة كانت إن كل واحد يحط تليفونه فى وسط الترابيزة، ولما تيجى أى رسالة يقروها على الملأ، ولو مكالمة يردوا عليها قدام بعض، فجأة كله بقى على المكشوف، طبعاً على آخر الليلة كلهم وقعوا فى بعض، الصحاب اتخانقوا والمتجوزين سابوا بعض!!!
التليفون قدملنا حياة جديدة
لو حد طلب منك نفس الطلب حترضى؟ حتوافق إن كل أسرارك تبقى على المكشوف.
ولا هل ده حيسببلك لك مشاكل كتير مع أقرب الناس إليك؟
على قد أهمية التليفون فى حياتنا على قد ما أخد مننا حاجات كتير، الناس بقت عايشة فى عالم افتراضى بحت، الناس حتى وهى مع بعض كل واحد بيبقى معظم تركيزه على شاشة تليفونه.
على قد ما التليفون والإنترنت والسوشيال ميديا إدونا على قد ما أخدوا، ويمكن أكتر.
الخصوصية دى أكيد من غير كلام اختفت، التليفون بالكاميرا بقى أساسى فى حياة معظمنا، حياتنا بقت على الملأ من غير استئذان، الصورة الحلوة اللى بتقدمها للمجتمع أهم من الحقيقة، ينشر لحظات سعادة هى مش ديماً حقيقية، بنختار اللى عايزين ننشره، بس فى نفس الوقت فيه كاميرا تانية بتصور اللى هى عايزه تصوره.
ده طبعا غير إن العلاقات الإنسانية بقت شبه منعدمة، اللى عايز يعزى أو يبارك بقى يكتفى برسالة.
العيلة، الناس بتروح البيت علشان تعيش فى العالم الافتراضى وتسيب الناس الحقيقية.
فى رأيى الشخصى دى أكبر خسارة خسرناها فى آخر عشر سنين، خسرنا العلاقات الحقيقية، خسرنا المشاعر إللى بجد، محتاجين وقفة، حياتنا مش حينفع تقف على رسالة ولا صورة، محتاجين نرجع للأساس، لحياتنا الطبيعية من غير تجميل، لازم وقفة مع نفسنا.