بما أن السوشيال ميديا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فأصبحت حياتنا كتابا مكشوفا لكل الناس.
معظم الناس بتحب تظهر كل تحركاتها، خرجوا فين ومع مين، سافروا فين وأكلوا إيه.
حتى لو تعبوا ودخلوا المستشفى حينشروا صورتهم وهم معلقين المحاليل ويكتبوا تحت الصورة ادعولى! بقينا عايشين تحت الميكروسكوب، معظم الوقت الناس أصبحت تفضل تسجل اللحظات أكتر ما تعيشها.
لازم الصورة تظهر سعادة حتى لو مش حقيقية. كل واحد حر يظهر للناس الحياة اللى هو عايزها، فى ناس بتفضل تعمل كل حاجة فى هدوء، وفى ناس تانية سعادتهم بتيجى لما حياتهم تبقى على الملأ، عايشين مسنتيين تعليق على صورتهم أو عدد «الليكات».
المشكلة الحقيقية مش هنا، كل واحد حر يعيش حياته بالطريقة اللى بتناسبه، الحقيقة هى أننا بنختار أنهى صورة ننشرها بنختار أحلى صورة من على الأقل ٢٠ واحدة مش حلوة.. بننشر الخروجات والسهرات والسفريات، لكن مش حنلاقى على السوشيال ميديا لحظات الحزن أو مش حنسجل الصعوبات اللى أى حد بيمر بيها فى حياته اليومية، الحياة فيها أكيد حلو وصعب، احنا بنختار نظهر إيه. المشكلة بقى إن الناس بتحكم على أساس اللى بيشوفوه على الفيس بوك وإنستجرام.
يتخيلوا إن فيه ناس بجد حياتها عبارة عن ضحك وسعادة وخروج وسفر طول الوقت، مش فاهمين إن ده هو اللى ظاهر بس، وإن الحقيقة غير كده خالص.
كل ده زود من حالة عدم الرضا اللى عند ناس كتيرة، زيادة على كده الغيرة اللى تعبت الناس كلها، محدش بقى يتمنى الخير لحد، متحكمش على حد بناء على اللى أنت شايفه، ياما المظاهر خداعة!!
عايشين فى حياة افتراضية شبه فيلم، كله بيمثل وبيحاول يظهر حاجات مش عنده، بس علشان يثبت لنفسه قبل ما يثبت للناس إن هو أسعد وأنجح واحد، بيحاول يستمد سعادته من التمثيلية اللى صنعها لنفسه، تمثيلية من إخراجه وتأليفه وهو بطلها الأوحد.