الموضوع مش خسارة، مذلة أمام فريق، زى صن داون، ولا خسارة رايح جاى أمام فريق زى بيراميدز، اللى اتهزم من الجونة مثلا، لا، الموضوع أكبر من كده بكتير ويخص غياب الروح والتماسك والثقة عند فريق البطولات الأول فى مصر وأفريقيا والعالم العربى، ومحدش يزعل من مشجعى الفرق التانية لما نقول كده لأن ده التاريخ والإحصاءات والواقع أقصد الماضى القريب.
من المسؤول عن اغتيال فريق الأهلى وإطلاق الرصاص على أحلام جماهيره؟ من المسؤول عن تلك الارتعاشة التى أصابت الفريق وجعلته يخشى كل الفرق وتعتبر جماهيره وإدارته أن الفوز فى كل مباراة منحة من ربنا؟ من المسؤول عن الاهتزاز الذى يبدو واضحًا فى انتشار اللاعبين فى الملعب وفى طريقة الاستلام والتسلم، وفى ضياع الكم الهائل من الفرص، كما يبدو من خلال سلوك اللاعبين فى الملعب وكأنهم فريق شوارعى يشتبك مع الحكام ومع المنافسين ويخرج اللاعبون عن النص غير مبالين بقواعد الانضباط الموضوعة والمعروفة فى النادى الأهلى؟ ومن المسؤول عن السماح لأمهر اللاعبين بالخروج والإعارة لأندية أخرى بينما المرضى يلعبون المباريات ويتسببون فى خسارتنا المباريات وضياع البطولات وحرق دم المشجعين الغلابة وإصابتهم بالضغط والسكر؟
الإدارة رقم واحد فى تحمل المسؤولية، وطريقتها فى الأداء تنعكس مباشرة على سلوك اللاعبين فى الملعب، نرجسية على الفاضى، غشومية وعند فى اختيار المعاونين والمسؤولين عن فريق الكرة، تباطؤ فى إبرام الصفقات المهمة اللازمة لتدعيم الفريق، والاكتفاء بصفقات الشو الإعلامى، التسيب والتساهل مع اللاعبين الكبار فى السن والذين تناسوا مبادئ الأهلى وقواعد الكبتنة فى الملعب، تطفيش أبناء النادى المخلصين الذين يستطيعون إبداء المشورة والنصح والمساعدة من الخارج فى تدعيم الفريق والنادى، الاكتفاء بشلة الأصدقاء القدامى التى تمجد النجم الأوحد وترضى غروره وهى لا تفهم وتتسبب فى الكوارث، غياب التجرد والموضوعية فى القرارات، وكأن المهم حماية النجم الأوحد من الغبار والمسؤولية والمحاسبة ولوم الجماهير.
شىء مهم جدًا تفتقده إدارة النادى الأهلى، الموضوعية والعدالة وتقديم مصلحة الفريق على أى مصلحة شخصية أخرى، نعم النادى الأهلى يخوض حربًا معروفة للقاصى والدانى، ولكن أجواء هذه الحرب ينبغى أن تنعكس فى لم شمل أبناء النادى المخلصين وتوظيف كل الطاقات لبناء فريق قوى فى أسابيع قليلة، ولا أقول فى شهور وانظروا لتجارب محلية مثل تجربة إيهاب جلال فى المصرى أو عماد النحاس فى المقاولون، فما بالك بفريق مثل الأهلى الغنى بلاعبيه فى المراحل السنية المختلفة والقادر على تدعيم الصفوف بسهولة.
هل من المعقول أن فريق الأهلى العظيم يكون مهاجمه الأول مشلولا وبدون مهارات ويضيع مائة فى المائة من الانفرادات والفرص المؤكدة التى تأتى له؟ هل من المعقول أن يكون خط الهجوم فى فريق الأهلى العظيم على هذا النحو من الإفلاس والتدنى؟ من الذى تعاقد مع هؤلاء اللاعبين ومن الذى تعاقد مع المدرب العاجز المرتعش الذى يدربهم؟ هل كل ما يشير به مانويل جوزيه صحيح؟ لأ طبعًا، ولو كنتم تعاقدتم مع لاعبين محليين من أمثال أحمد على أو طاهر محمد طاهر أو حسام حسن سموحة أو حسام باولو الداخلية، لكان أفضل لكم ألف مرة من هؤلاء المهاجمين التعساء الذين يكلفون النادى الملايين ولا يقدمون شيئًا.
مع نهاية هذا الفصل البايخ من الدورى، وسواء فاز به الفريق أم لا، عليكم أن تسرحوا لاسارتى والفريق المعاون كله، وعليكم أن تتوقفوا عن التجريب فينا بالخواجات المرضى الذين لا يفقهون شيئًا عن كرة القدم المصرية والأفريقية، واعطوا الفرصة لمدرب مصرى فى هذه المرحلة، مرحلة لم الشمل وإعادة الثقة وبناء الفريق من أبنائه فى القطاعات السنية المختلفة ومن أبرز الموهوبين فى المسابقة المحلية، مع التخلى عن البطء فى التصرف والتعاقدات، وقراءة ما يحدث حولكم، الكرة تتغير وسياساتها تتغير، رمموا الفريق واستثروا فى قطاع الناشئين بطواقم أجنبية على أعلى مستوى وانضباط إدارى تضمنون البطولات عشر سنوات قدام.