أردوغان يحاول سرقة منطقة عفرين السورية مع سبق الإصرار والترصد
أردوغان يتذرع على طريقة إسرائيل بالحجج الأمنية الواهية التى يرددها منذ سنوات، من أن أوكلت إليه مهام تشكيل فرق المرتزقة والتنظيمات الإرهابية لإطلاقها على الدول العربية بهدف إشعالها بفوضى الحروب الأهلية المدمرة، ويبنى جدارا عازلا داخل الأراضى السورية، ضاربا عرض الحائط بالقانون الدولى.
مراقبون يؤكدون أنه أخذ الضوء الأخضر من واشنطن وموسكو معا لبدء عمليته العسكرية فى سوريا، ولانتزاع عفرين ذات الأغلبية الكردية، فهل أصبحت سوريا مشاعا يمكن تمزيق أوصالها، رغم صمود الجيش العربى السورى فى الحرب العالمية الثالثة على الأراضى السورية، وانتزاعه نحو 60 بالمائة من الأراضى التى استولى عليها المرتزقة والإرهابيون ومجموعات المقاتلين الممولين من قطر وتركيا والمدعومين بالسلاح الغربى؟
لكن خلوصى آكار وزير دفاع أردوغان أدلى بتصريح شديد الخطورة والدلالة على ما تفعله القوات التركية فى سوريا، إذ أكد أن عفرين تابعة للأراضى التركية، وفقا للميثاق الملى الذى استندت له تركيا لإثبات أنها لم تخسر عفرين فى الحرب العالمية الأولى، وأنها ضمن حدودها، لكنها ظلمت فى التنازل عنها بموجب اتفاقية لوزان عام 1923
أردوغان ووزير دفاعه ينوون سلخ عفرين السورية، كما سرقوا لواء الإسكندرونة السورى سابقا وضموه إلى الحدود التركية، ولما لا إذا كان ترامب يمنح إسرائيل السيادة على الجولان، ويسلح الأكراد السوريين، ويمنحهم الحكم الذاتى على نحو 30% من الأراضى السورية، فلما لا يغض الطرف عن الكلب العقور التركى الذى لا يريد الخروج من إشعاله الأراضى السورية خالى الوفاض، هو الذى سرق البترول العراقى والسورى عبر تنظيم داعش الموالى، لا يكتفى بما سرق، بل يريد أن يقول للأتراك المتعصبين إنه استعاد تراث الخلافة العثمانية التى انهارت بتأثير الحرب العالمية الأولى، يريد أن يستمر فى المزايدة على شعبه على حساب الأراضى العربية المحتلة.
قوات خلوصى آكار وأردوغان أتمت بناء 564 كيلومترا من الجدار العازل على الحدود السورية، والمقررأن يصل طول هذا الجدار إلى 711 كيلومترا بعد الانتهاء من القسم المتبقي قرب عفرين، وتطلق عليه القوات التركية وصف السد التركى لحماية تركيا من قوات حماية الشعب الكردية التى تتهمها أنقرة بأنها على صلة بحزب العمال الكردستانى، وأن عملياتها فى سوريا ما هى إلا ملاحقة لهذه القوات التى تهدد الأمن التركى.
لكن أردوغان بالطبع يكذب كما يكذب وزير دفاعه، لأن ما يحدث على الأرض هو جريمة ضد الإنسانية، جريمة لا تسقط بالتقادم ولا علاقة لها بالدفاع عن الأمن التركى أو الحدود التركية ، فجنود أردوغان ارتكبوا عمليات تهجير لأكثر من 300 ألف مواطن من سكان عفرين وسلب ممتلكاتهم واقتلاع أشجار الزيتون فى مزارعهم، بينما جرى جلب مقاتلين مرتزقة ومجموعات متطرفة مع عائلاتهم وتوطينهم مكان السكان المهجرين، الذين يعيشون ظروفا سيئة للغاية فى مخيمات منطقة الشهباء القريبة من حلب تحت حماية قوات «حماية الشعب».
ما علاقة هدم ممتلكات المدنيين العزل وسرقة أموالهم ومتعلقاتهم وطردهم من بيوتهم فى عفرين، الواقعة ضمن محافظة حلب السورية بتحقيق الأمن التركى؟ إن هى إلا تبريرات المحتل المهووس بالسيطرة فى أنقرة، ومحاولات التضليل كالعادة لإضفاء شرعية زائفة على جرائم لا تسقط بالتقادم، لكن ما لا يعرفه أردوغان أن السوريين أكرادا وغير أكراد سينتفضون من أجل دحر قواته واستعادة عفرين وإدلب وتل رفعت وغيرها من المناطق التى يلوثها أردوغان وجنوده.
وكما استعاد الجيش العربى السورى السيادة على معظم الأراضى التى دمرتها قوات التحالف وإسرائيل، وأسكنت فيها المرتزقة والمتطرفين، ستأتى ساعة المواجهة قريبا وستتكبد قوات أردوغان خسائر تدفعها للرحيل، فأحلام السلطان العثمانى المزيف بتكرار تجربة قبرص التركية فى عفرين ستتحول إلى كابوس مع استعادة الجيش العربى السورى بكامل عافيته، وانتهائه من جيوب وأوكار الإرهابيين فى المناطق المحررة.. والأيام بيننا.