مقتل السيدة "سالى" على يد سايس فى مدينة نصر بطريقة وحشية، جريمة شغلت الرأى العام، خاصة أن السيدة طالما عطفت على المتهم وأطعمته من منزلها، حيث دأب الجانى على الصعود لشقتها للحصول على وجبة الغداء منها، وبالرغم من مساعدته باستمرار، إلا أنه رد الجميل لها بقتلها، ليحرمها من طفليها بعد أكثر من 10 سنوات من العطف على هذا الشاب الذى أتى من الفيوم واستقر بالمنطقة بشارع جانبى من أول عباس فى مدينة نصر.
هذه الجريمة البشعة، تدق ناقوس الخطر، وتظهر الجرائم التى يرتكبها "السايس" فلا يتوقف الأمر عند حد هذه الجريمة، وإنما يبتز "السايس" المواطنين فى الشارع بالأموال، خاصة أن بعض الشباب وجدوا سهولة فى هذه المهنة، فلا يخلو شارع كبير أو منطقة من وجود "السايس" الذى يتعامل وكأن هذه المساحات ملكية خاصة له.
وبالرغم من الجهود الكبيرة لأجهزة الأمن لضبط كل ما يخل بالقانون، من خلال حملات أمنية متكررة، إلا أنه يتبقى الدور الشعبى للمواطن، خاصة الأشخاص السلبيين الذين يرضخون لمطالب السايس ويدفعون مبالغ مالية مقابل "ركن" سيارة برهة من الوقت.
التصدى لجرائم "السايس" لن تكون بحل أمنى فقط، وإنما يجب أن نتكاتف جميعاً ـ أنا وأنت ـ فى التصدى لكل صور الخروج عن القانون، برفضنا التعامل معهم، وسرعة الإبلاغ عنهم وعدم التكاسل فى هذا الأمر.
أعتقد أن قانون "السايس ومنادى السيارات" الذى ينظم عمل وترخيص مهنة السايس، ويمنع الفوضى سيقضى على بلطجة بعض "السائسين"، حيث يشترط أن يكون "السايس" حاصلا على شهادة صحية صادرة من الطب الشرعى، أو المعامل المركزية بوزارة الصحة تفيد بخلوه من تعاطى المواد المخدرة وأن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفى منها، ولا يجوز ممارسة مهنة منادى السيارات إلا بعد الحصول على ترخيص بذلك من الجهة المختصة بالمحافظة أو جهاز المدن الجديدة المراد ممارسة المهنة بها، ومن ثم تكون هناك قاعدة بيانات عن هؤلاء الأشخاص، فضلاً عن معرفة مصير الأموال التى يحصلوها.
أظن أن الفترة المقبلة ستشهد وجود مواقف إلكترونية بدلا من منادى السيارات، وربما خلال الأشهر القليلة المقبلة لن ترى "سايس" مرة أخرى، لكن عليك من الآن أن تبدأ بنفسك، بالإبلاغ عن أن ممارسة خارج القانون.