قد يبدو العنوان مثيرا للدهشة للبعض.. لكن حقائق الواقع والتاريخ تنفى هذه الدهشة، فلا الإخوان لديهم عقيدة عدائية ضد الكيان الصهيونى، ولا إسرائيل تكن أى عداء للجماعة الإرهابية، فالاثنان فى الإرهاب سواء. وكل طرف كاد أن يحقق أحلام الآخر فى العام الأسود الذى استولى فيه الإخوان على حكم مصر.
فالإخوان أوشكوا على الموافقة على صفقة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما بالتنسيق مع إسرائيل لإقامة الدولة الإسلامية من غزة إلى جنوب العريش مقابل حفنة دولارات، وإراحة إسرائيل ومساعدتها للتخلص نهائيا من القضية الفلسطينية.
ومن ينسى خطاب محمد مرسى الذى وجهه فى 17 أكتوبر عام 2012 إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وخاطبه فيه بـ"صاحب الفخامة " و"عزيزي وصديقي العظيم."
وختم خطابه " الرقيق" بالتمنى لدولة اسرائيل الرغد ولشيمون بيرز السعادة من "صديقكم الوفى.. محمد مرسى"
إذن لماذا لا تدافع إسرائيل الآن عن جماعة الإخوان..؟
ففى الوقت الذى بدأت فيه الدول الكبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية فى الاستيقاظ من سطوة "مظلومية الجماعة" والانتباه إلى خطورتها على السلام العالمى والبدء فى "لفظها" واتخاذ خطوات جادة لإدراجها على قوائم الارهاب، لم تعلق تل أبيب على الخبر الذى نشرته "نيويورك تايمز" وساد الصمت صناع القرار فى اسرائيل – على حد وصف محلل الشئون العربية فى الإذاعة العبرية شبه الرسمية (كان) عيران زينجر-
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استضافت الإذاعة أحد قادة الإخوان للدفاع عن الجماعة التى "تعارض خطة السلام الأميركية فى المنطقة"..!
ثم خرج علينا وزير الخارجية الاسرائيلى الأسبق شلومو بن عامى ليدافع بمرارة عن الجماعة الارهابية الصديقة ورئيسها الوفى محمد مرسى وأعلن رفضه إدراج الجماعة على القائمة، مطالبًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلّي عن هذا الأمر.
أسباب الوزير الإسرائيليّ الأسبق فى الدفاع عن الجماعة الإرهابية كشف عنها – ببساطة ووضوح كامل - فى مقال له على احدى المواقع الإسرائيلية منذ أيام قليلة، من بينها أن وصول تيارات الإسلام السياسيّ للسلطة في المنطقة العربيّة مفيد للدولة العبريّة ومهم لاستقرار إسرائيل.
وضرب بن عامي مثالين لذلك أولهما: تجربة تل أبيب مع إخوان مصر، حيثث وصفهم بالتيّار المعتدل بعد وصول محمد مرسي للرئاسة في عام 2012، موضحًا في الوقت نفسه أن مرسي احترم اتفاقية السلام مع تل أبيب، ولعب دورا رئيسيا في وقف إطلاق النار خلال النزاع بين إسرائيل وحماس عام 2012.
بالإضافة إلى ذلك، كشف الوزير الأسبق بن عامي النقاب عن أن الإخوان تخلوا عن مواقفهم الراديكاليّة تجاه تل أبيب، وهاجم الوزير الإسرائيليّ الأسبق موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الرافض لعودة الإخوان للعمل السياسي.
أما المثال الثانى الذي أشار إليه بن عامي هو تجربة كيان الاحتلال الإسرائيليّ مع حركة (حماس) في قطاع غزّة بعد وصولها للسلطة في الانتخابات التشريعيّة التي جرت في العام 2006، حتى بدون الاعتراف السياسيّ، حيث إن حماس قررت نشر ميثاق جديد دون معاداة السامية المتفشيّة الموجودة في الميثاق الحاليّ. وقال أيضا إن هناك أيضا سبب للاعتقاد بأن حماس ستقبل حل الدولتين، وتعلن استقلالها عن جماعة الإخوان من أجل تسهيل المصالحة مع مصر والدول العربيّة الرائدة الأخرى.
إذن من الطبيعى جدا والمنطقى أن تدافع إسرائيل عن الجماعة وتدافع عنها وتحتويها أيضا تركيا وقطر..وكل له مبتغاه وأهدافه من الجماعة الإرهابية.