أخيرا، وبعد نحو 5 سنوات من وعد الرئيس عبد الفتاح السيسى، كان العمل يسير خلالها ليل نهار، افتتح الرئيس اليوم عددا من المشروعات التنموية، على رأسها أربع أنفاق ضخمة تربط شرق قناة السويس بغربها، لتفتح أبواب التنمية الحقيقية لسيناء العزيزة على مصرعيها.
وهذه الأنفاق ستفتح أفاقا جديدة للتنمية السريعة، ونقل الاستثمارات وتنفيذ مشروعات كبرى في سيناء، كانت العقبة الرئيسية أمامها هي صعوبة الانتقال إلى سيناء، في ظل وجود نفق وحيد أسفل قناة السويس، وهو نفق الشهيد أحمد حمدى، رغم أن مساحة سيناء تبلغ نحو خمس مساحة مصر ولديها إمكانات اقتصادية هائلة، خصوصا في قطاع السياحة والتعدين والمحاجر والزراعة وغيرها، وهو ما ستسهله الأنفاق الجديدة.
وبعد معاناة مصر، وخصوصا سيناء، على مدار أكثر من 7 سنوات، من هجمة شرسة من الإرهاب أو ما أسماهم الرئيس السيسي بـ"خوارج هذا العصر"، وراح ضحية هذه الهجمة المئات من الشهداء الأبرار، سواء من العسكريين أو من المدنيين، واضطرت مصر لخلق منطقة عازلة على الحدود الشرقية لمنع دخول الإرهابيين من أنفاق قطاع غزة، كان إصرار الرئيس على اتمام عمليات تنمية سيناء جنبا إلى جنب مع عمليات تطهيرها من الإرهاب.
والحقيقة أن عملية تنظيف سيناء من هذا الإرهاب الأسود، لن تنتهى إلا بالسير فى اتجاهين متوازيين، وهما المقاومة العسكرية، بالتوازى مع مشروعات تنمية كثيفة فى كل مكان فى سيناء، والعمل على نقل عدد لا يقل عن 4 ملايين نسمة للحياة في سيناء بشكل دائم.
وبالفعل قامت القوات المسلحة مؤخرا بإشراف مباشر من الرئيس السيسي نفسه، بالعملية الشاملة "سيناء 2018" للقضاء على البقية الباقية من هؤلاء الخوارج، تمهيدا للبدء في عملية تنمية شاملة فى شبة جزيرة سيناء، تم تحديد حساب خاص لها فى صندوق "تحيا مصر" وأعلن الرئيس رصد مبلغ 275 مليار جنيه لتنمية سيناء فى الفترة المقبلة.
وبهذه الطريقة فقط، يمكن القضاء على هؤلاء الخوارج، الذين لا يستطيعون أن يعملوا إلا فى الظلام، وفى الفراغ الكبير الموجود في سيناء، بسبب تقاعس الحكومات السابقة وعلى مدار أكثر من 50 عاما عن تنمية سيناء بشكل كامل، والعمل على تحفيز الاستثمار وإنشاء المصانع والمدن بها لجذب المستثمرين والناس للبقاء فيها والعيش بها بشكل دائم، ولو أن ذلك حدث منذ سنوات لما استطاع كل هذا العدد من الإرهابيين من دخول سيناء واستوطانها.
ولمن لا يعرف فإنه يوجد جهاز يدعى الجهاز التنفيذى لمشروعات تعمير سيناء، أُنشئ بعد انتصار أكتوبر 73، وتم البدء فى التعمير فعلا منذ أوائل الثمانينيات، لكن بشكل غير منظم وغير جدى بالشكل الكافى، كما كان هناك مخطط لتسكين 3 ملايين مواطن فى سيناء بحلول عام 2017، وذلك لم يتم، وحتى الآن يوجد فى سيناء ما يقرب من 700 ألف مواطن، وذلك لضعف نتائج معدلات التنمية المطلوبة، وكان نفق الشهيد أحمد حمدى هو الشريان الوحيد الذى يغذى سيناء.
لكن منذ تولى الرئيس السيسي رئاسة البلاد، أعلن عن خطة لحفر 7 أنفاق إلى سيناء، واليوم افتتح 4 منها، ونأمل جميعا أنه مع الأنفاق الجديدة ستتضاعف معدلات التنمية بمعدلات تقترب من 5 أضعاف عن السابق، وتحدث تنمية حقيقة، كما أن هذه الأنفاق ستسهل الحركة بين سيناء وباقى مناطق الجمهورية، وستزداد التجارة أيضا، ومع تنفيذ المشروعات الحكومية والخاصة التى أعلن عنها فى الفترة المقبلة سيتحقق المنشود وستحدث التنمية أخيرا ويزداد عدد سكان سيناء ويتم تعميرها بشكل جدى.
وبهذه الإجراءات فقط، سنتمكن جميعا من القضاء على "خوارج هذا العصر" وأتباعهم، بشكل كامل ونهائي، وليس هذا فقط، بل لن تكون لهم قدرة على العودة إليها مرة أخرى، وستعود سيناء بكل طاقتها ومواردها المهدرة بدون تنمية، والتى إن تم استغلالها بشكل جيد ستغير شكل مصر كلها وستضيف كثيرا إلى الاقتصاد الكلي للبلاد.