كل عام ومصر وشعبها والأمة الإسلامية جميعها بخير وسلام وأمان
أدام الله علينا نعمتى الأمن والأمان اللتان من دونهما لا تغمض عين ولا يهدأ بال ولن تكون هناك طقوس واحتفالات وتجمعات بالمواسم والأعياد لا قدر الله لنا هذا أبدا .
ونحن بأوائل أيام الشهر الفضيل، شهر الخيرات والرحمات الذي ترق به القلوب وتهفو لفعل الخير وتتطلع للفوز بغفرانه والعتق من نيرانه بأمر من المولي عز وجل لمن تُقبل أعماله واجتهاداته،
تقبل الله منا ومنكم. جميعاً .
أما عن نصيحتي الخالصة لوجه الله لمجموعة القائمين علي إعلانات التبرعات الخيرية المختلفة والتي تكتظ بها قنوات التليفزيون في أيام رمضان فهى :
أنه كما يقول المثل الشعبي المصري ( إذا الشئ زاد عن حده انقلب لضده ).
حقاً أعزائي، فهذا الجهد الكبير والتركيز الشديد وتعمد إثارة مشاعر الشفقة بتلك المعدلات المؤلمة للنفس البشرية قد يأتي بنتائج عكسية من الإنصراف والتجنب الذي قد يلجأ إليه الكثيرين لحماية أنفسهم من هذا الكم الغير آدمي من الأذي للمشاعر ،و هذا الإلحاح الذي قد يولد العند والرفض في بعض الأحيان !
فكما أعلم وتعلمون جيداً ، أننا جميعاً في ظل تلك الأجواء الروحانية المرتبطة بالشهر الكريم نسعي جاهدين إلي البحث والتقصي لمنافذ الخير وطرق أبوابها حسب تقدير كل شخص لأهمية الجهة التي يقرر أن يتصدق بماله قدر استطاعته لمساندتها .
وهناك أيضاً من يري أن الأقربون أولي بالمعروف وآخر يميل إلي هؤلاء الذين يري حاجتهم بعينه ويبذل مجهوداً للبحث والتحري عنهم لإخراج الصدقة بمحلها ولمستحقيها بيده دون وسطاء.
لذا: فالإلحاح الغير منقطع ومحاصرة مشاعر الناس وتضييق الخناق عليهم إلي هذا الحد يمثل بالنسبة للكثيرين وسيلة من وسائل الضغط لجهات محددة بعينها دون ترك مساحة إنسانية من الحرية لهذا الباحث عن فعل الخير لاتخاذ القرار الذي يرتاح له عقله ويطمئن له قلبه !
نهاية :
أكثر الله من أمثالكم وزاد من مؤسساتكم التي تهدف لخدمة المحتاجين الذين ضاق بهم العيش والمرضي غير القادرين علي تحمل تكاليف العلاج والأيتام الذين يصطحبون من يكفلهم إلي الجنة ، ولكن :
قليل من الحكمة في الطرح ، كثير من اللياقة والعفة في الطلب ، بعض الرفق بالقوارير
أعاننا الله واياكم علي فعل الخيرات ، وكل عام ونحن جميعاً بخير وسلام .