قلنا مرارًا وتكرارًا إن صلاح هذا المجتمع فى الضرب بيد من حديد على بؤر التطرف وحواضن الإرهاب المتروكة لتتضخم وتتحول إلى كيانات اقتصادية كبيرة، ومؤسسات لها بعد اجتماعى ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمصالح الناس، وفى مقدمة هذه البؤر كل الجمعيات والكيانات والحركات ذات الصفة الدينية التى تعمل تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعى وتنشئ المستوصفات الأهلية والمدارس المتطرفة والمساجد الضرار، لأن هذه المؤسسات تعمل على تطويع الناس لأهدافها من خلال تشغيلهم وربط أكل عيشهم بها.
وقلنا مرارًا وتكرارًا إن تجريم الفتاوى الشاذة والخروج على المجتمع أمر واجب، وعلى الجهات المختصة أن تحدد التشريعات والقوانين اللازمة بردع الأجلاف والجهلاء والمتخلفين الذين يسممون المجتمع بفتاواهم ويدمرون أذهان الناس ووجدانهم بأفكار التطرف والإرهاب، والعنصرية البغيضة وعدم التسامح ونفى الآخر شريك الوطن والمصير.
ولو قررت الأجهزة المعنية تحريك الدعاوى القضائية ضد مجموعة الأجلاف المتطرفين المشهورين بفتاواهم التى تدمر المجتمع وتنشر التطرف والكراهية، وتمت محاكمتهم قضائيًا بتهمة تكدير السلم العام سيتوارى البقية الباقية من قطعان التطرف والغلو حتى ينتهوا إلى المصير الذى انتهى إليه سابقوهم من جماعات الحشاشين وسائر الغلاة عبر العصور.
أحد الأفسال الطالعين ضمن موجة الفتاوى الشاذة وتسميم حياة الناس بمناسبة أو غير مناسبة، المدعو حاتم حجازى الشهير بأنه ابن السلفى أبو إسحاق الحوينى تهكم على فتوى مفتى الديار المصرية والتى حدد فيها نصاب زكاة الفطر بقيمة 13 جنيها مصريا وجواز إخراجها مالا، قائلا «حاجة غريبة وكأن المفتى هيدفعها من جيبه»، غافلا عن أن دور المفتى هو تحديد مقدار الزكاة بما يناسب عموم الدخول لدى الفئة الكبرى من المجتمع حتى يشعر كل إنسان أنه يؤدى فروض الله سبحانه وتعالى، لكن من يفهم ومن يهتم بمقاصد الدين بعد أن دمر السلفيون وصبيانهم المقاصد وجواهر الأمور وتمسكوا بالسفاسف والقشور والتفاهات.
تجاوزات الحوينى الصغير ليست جديدة فهو اعتاد على السير فى طريق نشر التطرف والغلظة والكراهية والتعسير واحتكار الدين وله مثل غيره من غلاة السلفيين الجاهلين بمقاصد الدين الحنيف فتاوى شاذة الغرض منها تغريب المصريين عن سماحتهم، مثل فتواه السابقة بأن الاحتفال بعيد الأم حرام شرعًا، ولا يجوز أن يعلن المسلم الاحتفال به، أو يقبل به عيدًا، ولو سألته من أين لك هذا العلم يا سى حاتم؟ يقول لك أنا ابن الحوينى، يعنى خريج جامعة الأزهر حضرتك؟، يقول لك لأ، طيب سعادتك حصلت على الماجستير والدكتوراه فى علوم الدين وفقهه وأصوله؟، يجيب بالنفى أيضًا، أمال أنت بتشتغل إيه؟.. شوف العجب، يقول لك أنا طالب علم شرعى، وعندى شركة استيراد وتصدير، وابن الحوينى.
يعنى إيه الكلام ده؟، وإيه علاقتك بالفتوى؟، وهل مجرد إن أبوك بيصنف نفسه شيخ وصاحب علم نتيجة للفوضى اللى كنا عايشينها عايز أنت كمان تركب الموجة، وتعمل فيها شيخ وصاحب مقام يؤخذ منه ويرد عليه؟، وبعدين لو جبنا السلسال من أوله هنلاقى أبوك واحد من صبيان الوهابية اللى تم إطلاقهم على المجتمع فى عهد مبارك، وتسببوا فى نشر الفكر المتطرف فى المساجد الضرار فى القرى والمدن الصغيرة، حتى تشعبت وتمددت الحركات السلفية لدرجة حمل السلاح، وتكفير المجتمع، والخروج عليه.
انتبهوا أيها السادة إلى بؤر التطرف وحواضن الإرهاب وأبواق التكفير، انتبهوا قبل الكارثة.