كتبت، أمس الأول، مقالا تحدثت فيه عن ابتعاد نجوم الإنتاج أمثال محمد فوزى وصفوت غطاس وعصام شعبان عن الساحة منذ أكثر من 6 سنوات بسبب تخبط السوق ومغالاة النجوم فى أجورهم، وعدم قدرة الفضائيات على دفع مستحقاتهم المتأخرة، بسبب أن العائد الإعلانى لم يغط تكلفة هذه الأعمال، وأن هؤلاء راحوا كضحية لانفلات السوق الدرامى.
وتطرقت أيضا فى المقال إلى أنه على مدار العقدين الماضيين وأكثر تواجد على الساحة فئة أخرى من المنتجين غير «محمد فوزى وغطاس وآل شعبان والجابرية»، هذه الفئة الأخرى والتى جاءت كدخيلة على السوق بأموال مشبوهة سأذكرهم فى المقالات المقبلة، ولعبت دور المنتج المنفذ مع هيئات الدولة المتخصصة فى إنتاج الدراما التليفزيوينة كقطاع الإنتاج بماسبيرو ومدينة الإنتاج الإعلامى وصوت القاهرة، ثم سرقت هذه الهئيات وجعلتها بالفعل تواجه نزيفا من الخسائر بعد أن كان هؤلاء يكلفون المسلسل 15 و20 مليون ثم يحاسبونها على 30و35 مليون للمسلسل.
ويبدو أن هناك بعض المغرضين فسروا كلامى بالخطأ للأستاذ محمد فوزى والذى أكن له كل الحب والتقدير ليس بصفته كشخص محترم فحسب، ولكنه كرجل أعطى للفن الكثير والكثير، فشارك فى نشر الدراما المصرية فى معظم دول الخليج، والتى جلعت لنجومنا سوقا كبيرا هناك كليلى علوى ونادية الجندى وغيرهما عندما قدمهم للدراما التليفزيونية، كما قدم عشرات المسلسلات التى أفرزت نجوما كانوا وجوها جديدة فى أعماله فمثلا فى مسلسل «الدالى» للعملاق نور الشريف، قدم عمرو يوسف وحسن الرداد وآيتن عامر ودينا فؤاد وغيرهم حتى أصبح كل منهم يتولى بطولة عمل بمفرده، هذا بجانب تقديمه أعمالا فى غاية الأهمية للسينما كفيلم «الدنيا على جناح يمامة»، للعملاق الراحل محمود عبد العزيز ومعه النجوم ميرفت أمين وأحمد بدير ويوسف شعبان، لعبقرى الإخراج عاطف الطيب، وحصل الفيلم على الجائزة الأولى من مهرجان الإسكندرية وقتها، وتم إنتاجه عام 88، وقبله بعامين قدم «فوزى» فيلم «الحرافيش» للنجوم محمود ياسين وصفية العمرى وليلى علوى والراحل ممدوح عبدالعليم، ومَثَل هذا الفيلم مصر فى كبرى المهرجانات.
لم تتوقف إنتاجات فوزى وإضافته للفن المصرى على السينما والدراما التليفزيونية فحسب، بل كان رائدا للمسرح الغنائى والموسيقى، فقدم العديد من الأعمال المسرحية التى أضافت للمسرح المصرى، وإذا تحدثنا عنه نحتاج لعشرات المقالات كى نسردها.
نهايةً حتى لا ننسى تاريخ هذا الرجل أقصد محمد فوزى، فقد أسس عام 1982 شركة إنتاج كبرى منذ أن كان شابا صغيرا يتحسس مستقبله ودخل معه شركاء فى هذا الكيان، ولكنهم لم يستمروا كثيرا، لأنهم تخوفوا على أموالهم ووقتها قالوا له بحسب قراءاتى للماضى «الشغلانة دى فاشلة ومابتكسبش»، على اعتبار أنها مهنة بالفعل تحتاج لوقت طويل حتى تتذوق منافعها، لذلك سيظل محمد فوزى أحد عظماء الإنتاج الدرامى الذين نفخر بهم.