فى رمضان الماضى، وبينما كان البرنامج الإماراتى الشهير " اطمأن قلبى"، يذيع أحد حلقاته مع أحد السيدات المصريات تعمل بائعة مناديل، أمام جامعة القاهرة، ويعطيها مما كتب الله لها، وهو يقول جملته الشهيرة " الناس بالناس"، فتسأله السيدة سؤال عفوى للغاية، " أنت منين"؟، فيرد عليها " غيث" مقدم البرنامج، بأنه من دولة الإمارات، لترد السيدة ببساطة شديدة للغاية، وتقول له " أصل أبوهم طيب.. الشيخ زايد كان بيساعد المصريين من زمان"، وهى الرسالة الأوقع التى استطاع الشيخ زايد آل نهيان، وضعها فى الشعوب العربية، فالشيخ الراحل، استطاع الوصول للعالمية، ولم ينسى الشعوب العربية والإسلامية، فحتى بعد وفاته بسنوات، تظل الحاجة ندى بائعة المناديل، تذكر أن " أبوهم طيب".
استطاع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أن يكون رمزا عربيا خالصا، فالرجل استطاع أن يبنى دولته الناشئة، لتكون قادرة على المنافسة العالمية، وكانت الإمارات بعده قبلة للعالم، ونجومه ومشاهيره، وذلك بفضل سياسة تبناها، فى كيفية الاعتماد على الاطلاع والتطوير المستمر لكافة أركان دولته، وصناعة بنية تحتية قوية يمكن الاعتماد عليها فى صناعة آلاف المشروعات المتنوعة.
كان الشيخ زايد آل نهيان، يرى أن إقامة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة فى الثانى من ديسمبر عام 1971، هو بداية لتلاحم شعبى داخل الامارات المتحدة، فوضع نظما وأسس للتعامل بين الجميع، حيث تساعده على البناء دون عوائق يمكن حلها، فأسس لدولة تعتمد على مجانية التعليم، وعلى أعلاء قيم الانسانية، ومساعدة الفقراء والمحتاجين فى مختلف دول العالم.
ولن ينسى المصريون للشيخ زايد، وقوفه بجوارهم فى حرب أكتوبر 1973، والذى استخدم فيها قوته فى التأثير على القرار العالمى، وكذلك استخدام الامكانيات المتاحة لدولة الإمارات، للوقوف مع الشعبين المصرى والسورى.
بعد يومين وتحديدا فى 19 رمضان، تحل ذكرى وفاة الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، والذى توفى فى 19 رمضان 1425هـ، الموافق 2/11/ 2004، فهنيئا لرجل صنع تاريخ ومستقبل مشرف لدولته تتباهى به أمام العالم.