لسنوات كان حديث العامة قبل النخبة، عن تراث ماسبيرو المهدر حقه، والمستباح من قنوات أجنبية، والمذاع على "يوتيوب" دون ضابط أو رابط، وكانت المطالب تتركز حول ضرورة الحفاظ على هذا التراث، مقترحين العديد من الآليات، لكنها فى الغالب لم تكن بالفاعلية التى تمكن ماسبيرو من الحفاظ على تراثه، خاصة أن الجريمة وقعت، وتفرق دمها!.
اليوم، وقد توصل القائمين على التليفزيون المصرى وتحديداً الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة حسين زين، إلى بروتوكول مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية برئاسة تامر مرسى والمالكة لمجموعة إعلام المصريين ومجموعة دى ميديا الإعلامية، يقضى بإتاحة محتوى التليفزيون على المنصة الرقمية الجديدة Watch It التى تم إطلاقها مع بداية شهر رمضان المعظم بعد أن حصلت على الحقوق الرقمية للمحتوى الدرامي والبرامجى المميز على شاشات القنوات المختلفة، وذلك لتتيح للمستخدم مشاهدة الأعمال ومتابعتها من خلال المنصة وبصورة حصرية والتي تعتبر بداية قوية لإطلاق المنصة.
هذه الآلية وفق كثيرون من صناع الدراما، والمهتمين بالإنتاج، هى الأوفق والأنسب للحفاظ على تراث ماسبيرو، لكن للأسف الشديد، وجدنا من يخرج مهاجماً هذا البروتوكول، لأسباب لا ندرك حقيقتها صراحة، خاصة أن من هاجموا هذا البروتوكول، لم نسمع لهم صوتاً حينما كان التراث يتعرض للسرقة، ومستباح لكل الشاشات الأجنبية، لكنهم اليوم شمروا سواعدهم للهجوم على المنصة الرقمية الجديدة Watch It ، وتناسوا أنها فكرة مصرية خالصة، تهدف أساساً إلى حماية التراث القومي المتمثل فى الحقوق الرقمية التي طالما تم انتهاكها على مواقع إعلانية لا تعود بالنفع على أصحاب الحقوق، مثل التلفزيون المصري.
سمعنا اليوم أصواتاً تهاجم رغم أن التليفزيون المصري لسنوات طويلة ويعاني من إهدار لبعض مواده التراثية الضخمة، سواء الدرامية والبرامجية والإذاعية، وتعدد طرق سرقتها، والقرصنة، والاستيلاء على إبداعات رواد صناع الأعمال الدرامية والسينمائية والبرامجية الإذاعية منها والتليفزيونية، وحينما حان الوقت للحفاظ على ذلك الإرث الضخم، وإتاحته من جديد للجمهور عبر المنصة الرقمية الجديدة Watch It ظهر أعضاء حزب "لا" دون أن يكون لديهم مبررات مقنعة، اللهم إلا غضبهم لأن القراصنة لن يكون لهم مستقبل.
نسى هؤلاء أو بمعنى أدق تناسوا أن إدارة Watch It لحقوق المحتوى الرقمي لمكتبة التلفزيون يأتى ضمن دورها كإحدى الشركات الوطنية وواجبها فى الحفاظ على تلك الثروة، ويمتد دورها للعمل على تحقيق عوائد مادية لصالح التلفزيون المصري بدلا من النشر على مواقع إعلانية لا تحقق مقابل يذكر، أو تركها لمغتصبي المحتوى على الإنترنت، ومع زيادة عدد المشتركين على المنصة تكون تلك العوائد مصدرا أساسيا من مصادر دخل التلفزيون المصري، وهى خطوة تأخرت كثيراً، لأنها تحمل فى طياتها خطوات جادة لإنهاء عمليات الفوضى والقرصنة وضياع حقوق ماسبيرو التى تعتبر حقوق للشعب المصرى كله، والحفاظ على التراث المصري النادر، فمكتبة التليفزيون المصري تحوى مئات الآلاف من الأعمال السينمائية والدرامية والبرامجية التليفزيونية منها والإذاعية، وكانت في أشد الحاجة لإعادة عرضها والحفاظ عليها.