تخيلوا.. نفس الحر الافتراضى ورد الفعل الافتراضى من أربع سنوات وأكثر!

قبل «فيس بوك» كان الحر والبرد موجودين بشكل طبيعى، يتقلبان تقلب الفصول، لكن العالم الافتراضى جعل هذه المشاعر كأنها تحدث لأول مرة، وربما يفاجأ أصحاب الذاكرة الضعيفة ممن كتبوا ومازالوا عن موجة الحر الحالية والسابقة، وأنها غير مسبوقة وتجعلنا فى عالم الحر الرهيب، سوف يفاجأون عندما يعرفون أننا قبل أربع سنوات، فى مثل هذه الأيام، كانت هناك موجة حر، وأعلنت هيئة الأرصاد تحذيراتها، وقالت إن الحرارة ستصل 47 درجة، ويومها كانت مواقع التواصل تنقل تويتات وبوستات عن تجاوز الحرارة للخمسين درجة، وأن الجو كان رهيبا يصعب تحمله، وأن مصر أسخن نقطة فى العالم. يومها كتبت فى 29 مايو 2015 عن «الحر الحقيقى والافتراضى»، وقلت، إن ذاكرة التواصل تحمل لنا نفس التعبيرات مع أيام أخرى كانت حارة وقلنا إنه حر غير مسبوق، وأيام برد قلنا فيها، وناس فى البرد تنتظر الصيف، وناس فى الصيف عاوزين الشتا... الأرصاد تقول وتقارير أخرى تقول إنه أكثر الأيام حرا، وهو 47 والبعض كذب وقال إنه تجاوز الخمسين، ومن عاشوا فى الخليج يعرفون أن الحر عندنا لعب عيال، وبالمناسبة منذ أسبوع انتشر فيديو لشاب خليجى رأى أننا نشكو من الحر فظهر فى فيديو وهو يقول «هو انتوا فاكرين يامصريين اللى عندكم دا حر» ثم يكسر بيضة على زجاج السيارة فتطش وتصبح مقلية». ويومها كتبت «إن العالم الافتراضى ليس هو العالم الواقعى، وإن النظر من خلف الشاشات والكيبوردات، غير النظر فى الحر الحقيقى.. فيه ناس كل ما فعلوه هو كتابة مجموعة من البوستات، يلعنون فيها الحر والكل كليلة فى التكييف، هكذا يدير بعض الناس آراءهم دائما». وكل هذا يعنى أننا بالفعل أمام تكرار ممل، حتى البوستات الساخرة عن الحر، مكررة ولو راجع كل افتراضى «فيسبوكه وتويته» سيجد «الذاكرة تحيله إلى نفس التعبيرات والبوستات وكوميكسات». والواقع أن الحر فى مصر بدأ من التسعينيات يظهر بشكل أقوى، ربما لارتفاع نسبة الرطوبة، وهو أمر لم يكن معهودا، ويرجعه بعض الخبراء إلى تغيرات مناخية تجتاح العالم بسبب تدمير الغابات والحروب والتجارب النووية، وارتفاع ثانى أكسيد الكربون مما يرفع حرارة الأرض، ويبشر خبراء البيئة بارتفاعات أخرى وتحولات مناخية حادة. ومع كل هذا تظل درجة الحرارة فى مصر أقل كثيرا من نظيرتها بالخليج، ومن يعيشون أو يسافرون إلى هناك، يمكنهم الحديث عن ذلك وشرحه، يضاف لذلك أن السنوات الأخيرة شهدت موجات حر فى أوروبا ودول العالم المعروفة بالبرودة، لدرجة اندلاع حرائق فى الغابات بالسويد وبعض دول أوروبا ظلت لأسابيع. نقول هذا ليس للحديث عن الحر، ولكن لتأكيد أننا نكرر ردود الأفعال، فى مواجهة كل حدث، وبالرغم من أن الإنسان كائن له تاريخ، حسبما ذكر الكاتب الراحل «أحمد بهاء الدين»، فإننا ونحن فى عصر تقنى يتيح الكثير من الأرشيف، والتذكر والتاريخ، لكننا نعيش فى عالم يفتقد إلى التذكر، وغالبا ما يعلن الافتراضيون آراءهم ثم يبدأون فى التفكير، بينما يفترض أن يسبق التفكير إبداء الرأى، وهذا ليس فقط فى الحر والبرد، ولكن فى أغلب القضايا التى ننساها، فى عالم يفترض أنه يزدحم بأدوات المعرفة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;