بصراحة علينا أن نعترف أن الوسط الرياضى أًصبح مريضا بالتعصب وتحول معه الأمر الى مايشبه الحرب الكروية بين جماهير وادارات الأندية الكروية فى مصر وأخص هنا بالتحديد تلك النعرة العصبية والحرب الكلامية الدائرة بين أكبر ناديين فى مصر والوطن العربى وأفريقيا بل ومن أكبر الأندية فى العالم من حيث الشعبية والجماهيرية والانتشار ، الأهلى والزمالك أو الزمالك والأهلى
الأجواء أصبحت مسمومة بحالة عصبية معقدة ومتشابكة وساهمت فيها وسائل التواصل الاجتماعى – لعنها الله- وما يغذى تلك المعركة من أفراد افتراضية مجهولة يهمهما فى المقام الأولى اشعال نار الفتنة الكروية فى مصر لادراكها أهمية الكرة بالنسبة للمجتمع المصرى، وللأسف انزلق الألاف بل الملايين من أبناء الناديين الكبار خلف تلك الفتنة المجنونة.
دعونا نعترف أن كرة القدم تشكل جزءا مهما وحيويا فى الحياه الاجتماعية المعاصرة فلم تعد الرياضة أمراً فرديا يمارسه الانسان بمفرده أو بصحبة رفاقه فحسب، بل أصبحت ظاهرة اجتماعية وسياسية بقدر ما تشغله من حيز كبير في العالم وفى وسائل الاتصالات المقروءة والمسموعة والمرئية، ثم جاءت وسائل الاتصالات الالكترونية لتزيد درجة الاهتمام القصوى من كافة شرائح المجتمع بلا استثناء
الأندية الرياضة وخاصة الأهلى والزمالك من اكبر الأحزاب فى مصر والانتماء الرياضى أصبح يفوق بمراحل الانتماء السياسى. واذا وضعنا فى الحسبان تقاطع الرياضة مع السياسة والاقتصاد فى المجتمع فان الأمر يبدو أكثر أهمية وخطورة فى ظل تصاعد ظاهرة التعصب التى تجاوزت كل حدود اللياقة الرياضية والهدف الأساسى منها فى نشر مبادئ المحبة والسلام والتقارب بين الشعوب وبين الجماهير والتروح الرياضية والتنافس الرياضى الشريف
فالحوار الرياضى العاقل فى الساحة الرياضية المصرية غائب والغوغائية والسب والقذف والتنابز هو السائد الآن بين أكبر ناديين و الجميع يشاهد ويتفرج دون وجود رجال راشدين عقلاء للتدخل ووقف ومجابهة تلك الحرب الضروس افسدت الاجواء الرياضية ووادت الحوار الرياضى الصحى وخرجت بمفهوم وأهداف اللعبة عن مسارها الصحيح الى ظاهرة مقيته اسمها التعصب الرياضى الذى يعيق النهوض بالرياضة كاحد عناصر الصناعة فى المجتمع مثلما يحدث فى العالم الخارجى.
الامر يحتاج الآن الى وقفة حقيقية من كافة الجهات المعنية فى الدولة ومن العقلاء والراشدين من ابناء الناديين لمعالجة هذه الظاهرة السلبية واللجوء الى الحوار بدلا من " الصياح وتبادل الاتهامات والشتائم" بما يعطى النموذج والقدوة السيئة للشباب والمجتمع ككل، فاذا كان هو ما يحدث بين أكبر ناديين رياضيين فى مصر المفترض أن مهمتهما تربية الشباب والنشء على الأخلاق الرياضية والمنافسة الرياضية فى اطار الروح الرياضية السليمة، فكيف نعيب على ما يحدث من مظاهر عنف وعصبية وتعصب داخل المجتمع.
انها دعوة لقادة الرأى فى مصر ومن عقلاء المجتمع ورموزه لطرح مبادرة لنبذ التعصب وتفكيك حالة الاحتقان الكروى بالحوار الهادئ المتزن والتقريب بين وجهات النظر بين الناديين الكبار ومحاولة تمهيد الأجواء للقاء بين الادارتين والرئيسين.
لسنا فى حاجة الى تشريعات أو قوانين لوقف التعصب الكروى فلدينا من القوانين الغير مطبقة الكثير. ما نحتاجه الآن هو التدخل العاقل من لجنة حكماء موسعة من مثقفين ورجال أعمال وسياسين ولا عبى كرة ينتمون الى الناديين لنزع فتيل قنبلة موقوتة فى المجتمع الرياضى وخاصة أننا مقبلون على بطولة قارية كبرى هى كأس الأمم الأفريقية فى مصر.