فوجئت بمحرك البحث العالمى الشهير "جوجل" وهو يحتفل على طريقته الخاصة بمرور 65 عاما على اكتشاف "مركب الشمس"، والمعروف أيضا باسم "مركب خوفو"، الذى يعود إلى مصر القديمة، وعلى وجه الدقة يرجع إلى فترة حكم الملك خوفو.
الأمر الذى يدعو للدهشة أن مناسبة مهمة مثل اكتشاف مركب الشمس، لم يحرك ساكناً لوزارة الآثار التى بدت وكأنها تجلس فى مقاعد المتفرجين لتشاهد "جوجل" وهو يتفنن فى ابتكار طريقه مناسبة للاحتفال والاحتفاء بهذا الحدث المهم.. فهل وزارة الآثار لديها ما يشغلها إلى هذا الحد الذى يجعل مناسبة مثل اكتشاف مركب الشمس، تمر هكذا مرور الكرام دون أن تأخذ حظها من التقدير، أم أنه ما يزال البعض يشكك فى قيمة وأهمية ما قام به عالم الآثار الكبير والصحفى المتميز كمال الملاخ، حينما اكتشف فى عام 1954 فى منطقة تقع جنوب قاعدة الهرم الأكبر حفرتين عُثر بداخل إحداهما على العديد من أجزاء مركب خشبى عملاق مصنوع من خشب الأرز.
وكان المركب فى حفرة مفكك الأجزاء وبالغ الضخامة، ولم يُعثر على دليل يشير إلى كيفية التركيب وإعادة البناء إلى الأصل واستطاعت هيئة الآثار المصرية في ذلك الوقت ترميم المركب وإعادة بنائه ووجدت الأجزاء الخشبية للمركب مرتبة وموضوعة بعناية وحرص في 13 طبقة تحتوي على 651 جزءا وتتكون هذه الأجزاء من 1224 قطعة خشبية منها كتل ضخمة يصل طول الواحدة منها إلى 23 مترا، ومنها أجزاء صغيرة يصل طولها إلى 10 سنتيمترات وقد تم العثور بجانب المركب على كمية كبيرة من الحبال وكذلك مجاديف عديدة يصل طول المجداف إلى تسعة أمتار، ووجد في بدن المركب عدد كبير من الثقوب بلغ عددها 4159 ثقبا أو فتحة، ولم يعثر على مسمار واحد بالمركب، نظرا لأن المصري القديم استخدم الحبال في عملية جمع أخشاب المركب عن طريق فتحات سحرية لا تظهر بعد تركيبها.
وفى هذا السياق يمكننى القول أننا أمام اكتشاف مهم بل على قدر كبير من الأهمية لذا فإنه ما كان يجب أن تمر ذكرى اكتشافه دون ان يأخذ حقه من الحفاوة بإلقاء الضوء عليه للتذكير بقيمته وأهميته التاريخية والحضارية خاصة ان مراكب الشمس في مصر القديمة كانت قوارب ذات رمزية دينية يستخدمها إله الشمس "رع" في رحلة الليل والنهار، وهي رحلة تهدف بحسب الأسطورة إلى تنظيف العالم من الأرواح الشريرة وكانت هذه المراكب مزودة بعدد من المجاديف المسننة لقتل الحيوانات والأرواح الشريرة بحسب الديانة المصرية القديمة.وعلى الرغم من ذلك الا أن علماء المصريات اختلفوا في تحديد وظيفة مركب الشمس المعروف أيضا باسم "مركب خوفو" بينما يرى البعض أنها تسمح للملك بمصاحبة إله الشمس "رع" في رحلته إلى العالم الآخر بعد موته وفقا للمعتقدات المصرية القديمة.
خلاصة القول أن هذا الموضوع كان يستحق بالفعل الاحتفاء به من خلال وزارة الآثار وليس من خلال محرك البحث العالمى "جوجل".