حينما شاهدت الفنانة حنان مطاوع فى مسلسل "لمس أكتاف" الذى يعرض حاليا على قناة cbc وتشارك فى بطولته مع النجم ياسر جلال، شعرت بأننى أشاهد فنانة موهوبة تمتلك مقومات النجومية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فقد استطاعت حنان مطاوع فى هذا المسلسل أن تخطوا خطوات واسعة وأن تختصر كثيراً من الوقت لنصبح فى نهاية الأمر أمام واقع تصنعه بنفسها لنفسها وان تحجز لنفسها مكانة مرموقة بين ابناء وبنات جيلها .فها هى تزداد نجوميتها وتألقها من مسلسل تلو الآخر لتصل الى قمة التألق فى مسلسل " لمس اكتاف".
وعلى الرغم من أن ياسر جلال بنجوميته الكبيرة وقدرته الفائقة على أن يحعل للمسلسل طعم خاص وجعله فى مقدمة المسلسلات الأكثر مشاهدة إلا حنان مطاوع استطاعت ايضاً وعن جدارة ان تلفت الانظار اليها بهذا الاداء المتقن وبالصدق فى تعبيرات الوجه وحركتها امام الكاميراً وكأنها تمسك بمسطرة تقيس عن طريقها حركتها بالسنتيمتر فلا يشعر المشاهد بأى ملل فى الاداء الذى رسمه السيناريست هانى سرحان الذى كتب السيناريو والحوار للمسلسل.
والحق يقال فإن هذا الدور الذى جسدته حنان مطاوع فى المسلسل ربما لا يكون جديداً بل ان كثيرات من الفنانات قدمنه من قبل وربما تكون حنان قدمته هى ايضاً من قبل ولكن ان تظهر أمامنا فى المسلسل على هذا النحو من الروعة فهذا أمر ما يجب ان يمر دون ان نتوقف امامه ونعطيها حقها من التكريم والتقدير فحينما كانت تعبر عن شعورها بالفرح فإنها تحبر من يشاهدها على ان يعيش نفس "المود" وحينما تحزن لا يملك المشاهد سوى مشاطرتها تلك الاحزان فهى وان جاز التعبير تمتلك تعويذه بها تسحر من يشاهدها وتجبره على البقاء امام التليفزيون حتى ينتهى المسلسل لقناعته بأنه اذا فاته مشاهدته فانه سيكون قد خسر كثيرا من خيث المتعة والذوق الواقى فى الاداء الهادئ الذى يليلق بفنانة نضجت كثيراً واصبحت تمتلك الامكانات التمثيلية التى تؤهلها لادوار البطولة المطلقة .
وفى اعتقادى فإن التقدير الحقيقى للفنان ان يرى رد فعل جمهوره تجاه ما يقدمه وبالطبع حينما يكون رأى الجمهور ايجابياً فهو امر يدفع الفنان نحو تحقيق المزيد من النجاح والتألق وهو ما حدث بالفعل مع حنان مطاوع حيث أن ردود الأفعال تجاه مسلسل لمس اكتاف فاقت التوقعات سواء كان ذلك من جانب الجمهور أو النقاد أو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي .
لقد تألقت بالفعل ونجحت حنان مطاوع فى تجسيدها لشخصية "عايدة" المتزوجه من "حمزة " الذى يعمل فى تجارة المخدرات والذى يجسد شخصيته الفنان المتألق فتحى عبد الوهاب بينما هى تتاجر فى صناعة الموبيليا والأخشاب.. واعتقد أن هذا النجاح لم يأت من فراغ وانما نتيجة منطقة لسلوك تنتهجه حنان مطاوع فهى فنانه معجونة بماء الموهبة كما انها وضعت الفن فى بيت فيه فنان كبير مثل كرم مطاوع ونجمة قديرة مثل سهير المرشدى .. واللافت للنظر ان حنان مطاوع استثمرت وجودها فى هذا البيت الذى يفوح بعبق فن الزمن الجميل فأكدت موهبتها بالاجادة تارة وبانتقاء ادوارها تارة اخرى مما جعلها قادرة على أن تكمل السير فى هذا الطريق الذى أكاد أجزم أنها خلقت من أجله ومن أجل أن تصبح نجمة بمعنى الكلمة.