تخيل أن هناك 7 مليون مصرى، و 16 مليون عربى، محرومين من مشاهدة الإنتاج الدرامى، ليس فى رمضان فقط، ولكن على مدار العام، وهؤلاء هم المصابين بالصم والبكم، حيث تحرمهم إعاقتهم من سماع ومشاهدة المسلسلات والبرامج المعروضة، طالما لم تتوفر بها لغة الإشارة، تخيل شعور هؤلاء وهم يشاهدون البرامج والمسلسلات، وهم لا يعرفون ما يدور بها، وما يحدث من تفاعل بين أسرهم ومايشاهدونه، وربما يكون ذلك سببا رئيسيا ددفع قناة dmc لخطوتها الرائعة والمشكورة، فى ترجمة مسلسل زلزال للغة الإشارة، وهو الحدث الذى أبهر الجميع، خاصة أن المترجمة للمسلسل، لها شخصية واضحة ومميزة، فالقناة قدمت نموذجا حقيقيا فى كيفية استيعاب الأفكار وتطبيقها.
رغبة صناع dmc بالعمل على مشروع كبير، مثل ترجمة المسلسل، بلغة الإشارة، بالإضافة للترجمة النصية، لغير العارفين للغة الإشارة، يشير إلى واقع حقيقى وملموس، تؤكده القناة، بأنها ستراعى ذلك فى المستقبل أيضا فيما يخص أعمالها الدرامية، وتكوين فريق من الخبراء فى هذا المجال، وبحث كيفية نشر التجربة فى الأعمال القادمة.
العمل فى تلك التجارب وغيرها، يصب بالتأكيد فى صالح الفئات المستهدفة، فكثير من الأعمال الفنية التاريخية، تحتاج لمراجعة حقيقية، لعرضها بلغة الإشارة، التى تهم 7 مليون مواطن، فلنا أن نتخيل شعورهم وهم يشاهدون المال والبنون، وليالى الحلمية، و أرابيسك، وغيرها من المسلسلات التى أثرت فى وجدان الجمهور المصرى، وكذلك امتدت شهرتها للوطن العربى، وتحرك القائمين على الإعلام فى ذلك الاطار، يحمل أيضا مفهوما اجتماعيا كبيرا، فى كيفية استيعاب كافة أبناء الوطن، من ذوى الهمم الخاصة، والتى يمكن توعيتهم بشكل منظم ودقيق، وصولا للاستفادة من المتميزين منهم بعد ذلك.
ومشروع استيعاب الصم والبكم، فيه كثير من التفاصيل المهمة، فقدرة تقديم المنتج الفنى، بلغة الإشارة، أحد وسائل ذلك المشروع، الذى يمكن تعميمه على الدراما المصرية، كما أنه يمكن تقديم برامج وفقرات تلفزيونية ثابتة، فى القنوات الكبرى، تحمل ملخصا ورؤية مصر فى كافة الملفات، بالإضافة لبرامج الترفيه والطبخ وغيرها من أنواع المنتجات الفنية.