منذ أيام قليلة قرر المجلس الأعلى للإعلام وقف برنامج شيخ الحارة على قناة القاهرة والناس شهرا بسبب خروجه على الأعراف والقيم الأخلاقية،والمتابع لحلقات البرنامج يجد أن هناك ألفاظ وكلمات لا يمكن عرضها على الشاشة بهذه الطريقة، فلا يجب على سبيل المثال أن يتهكم البرنامج على أشقائنا الأفارقة أو يتحدث بطريقة مهينة عن أى شخص.
وهنا ليست المشكلة وحدها، لكن الغريب فى الأمر أن قناة القاهرة والناس رفضت استلام قرارات المجلس الأعلى للإعلام بوقف البرنامج ، هذا بالرغم أن القانون يمنح المجلس الحق فى اتخاذ أى قرار بوقف أى برنامج يخرج عن القيم والمبادىء الإعلامية ، وجاء تصرف القناة فى تحد صريح للقانون ولقرارات المجلس الأعلى للإعلام ، وصراحة لا نفهم وجهة نظر القناة فى الدفاع عن خطأ مهنى ارتكبته بل كان لزاما أن تعتذر عنه.
ولم يكن تصرف القناة برفض قرار المجلس الأعلى للإعلام وحده فقط، بل تم الكشف أن مالك القناة يجرى مفاوضات مع قناة "حواس" الإماراتية لعرض حلقات البرنامج على شاشتها، فى محاولة للالتفاف على قرار المجلس الأعلى للإعلام وفى تحد للقانون وهنا تساؤل يطرح نفسه: لماذا يصر طارق نور على الالتفاف على قرارات المجلس الأعلى للإعلام ،وعرض برنامج خاض فى أعراض المصريين واستباحهم دون وجه حق؟
وحقيقة الأمر أن محاولات الالتفاف على قرارات المجلس الأعلى للإعلام أمر مثير للدهشة ويجعل من خطأ البرنامج خطأ أكبر، فالكل يعلم أن المجلس الأعلى للإعلام بقوة القانون هو صاحب الحق فى اتخاذ أية قرارات تضبط منظومة الإعلام وتحافظ على تقاليد المهنة ، وما إن قرر وقف البرنامج لا يجب لأى عاقل أن يلتف على هذا القرار ،طالما ارتكب خطأً واضحا،بل كان يجب أن تعتذر عنه لا أن تفكر فى إذاعة البرنامج عبر قناة أخرى.
وفيما يخص القناة الإماراتية "حواس" فلزاما عليها ألا تُستخدم لتمرير برنامج خرج على تقاليد المهنة، وعليها على الفور أن توقف أى مفاوضات لعرض هذا البرنامج طالما أساء لمبادىء وتقاليد المهنة وصدر قرار رسمي بوقف عرضه، فلا يجب أن تتحول إلى مقلب نفايات للمطرودين من الشاشات المصرية.