تستعد الأسر المصرية لاستقبال موسم الثانوية العامة، الذى يبدأ السبت المقبل، ويستمر حتى 3 يوليو المقبل، ليستمر على مدى نحو شهر تقريبا يحبس خلاله أولياء الأمور أنفاسهم، ويضعون أيديهم على قلبوهم، طمعا فى التوفيق لأبنائهم فى الامتحانات التى يؤديها نحو 685 ألف طالب وطالبة على مستوى الجمهورية.
المسئولون عن امتحانات الثانوية العامة أثبتوا نجاحا على مدار العامين الماضيين فى القضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات، والغش الإلكترونى وجروبات التواصل الاجتماعى من عينة " شاومينج وشركاه"، بل تمكنوا من ضبط كل محاولات الغش فى نفس الدقائق التى تتم خلالها من خلال الأرقام المسلسلة الموجودة على استمارات البوكليت التى يؤدى فيها الطلبة الامتحان، بما يؤكد الجهد الكبير الذى تبذله الدولة فى تأمين هذه المنظومة إلكترونيا وفنيا، ونتمنى أن يحالفهم النجاح هذا العام فى تلك المهمة الصعبة.
النظام التعليمى الجديد بقيت له محطة واحدة لينهى أسطورة الثانوية العامة، حيث تتحول الامتحانات فى عام 2021 من النظام المركزى الموحد إلى بنوك الأسئلة، التى تتنوع فيها الأسئلة وتختلف من مكان لآخر، وفق أنظمة تعتمد على الفهم والإدراك ولا تعتمد على الحفظ والتلقين أو المناهج المعلبة التى يعتمد عليها النظام التعليمى القديم.
الثانوية العامة بمفهومها التقليدى سوف تعيش معنا العام المقبل فقط، ثم يحل نظام التعليم الإلكترونى والثانوية التراكمية محلها، لتكون إنطلاقة جديدة نحو ثورة التعليم فى مصر، التى تعتمد بصورة مباشرة على تنمية مهارات الطالب وقدرته على الفهم والإدراك وفهم المعطيات بصورة جيدة حتى يصل إلى النتائج المطلوبة، كما سينهى النظام الجديد أسطورة الكتب الخارجية التى كانت تخرب عقول الطلبة، وتعتمد على مجموعة مكررة من الاختبارات والتدريبات، التى تجعل الطالب يستسلم لها، ويغلق مسام الإبداع والتفكير النقدى، وصمامات البحث والتدقيق.
الثانوية الجديدة أيضا سوف تقضى على الدروس الخصوصية، ومراكزها المنتشرة حتى فى القرى الريفية، وباتت مهنة من لا مهنة له، وتستنزف جيوب المواطنين بصورة مرعبة، الأمر الذى يجعل بعض الأسر الفقيرة تعزف عن التعليم الثانوى العام فى الفترة الماضية ، وتتجه نحو التعليم الفنى، حتى تهرب من شبح الدروس الخصوصية.
كل التوفيق لأبنائها الطلبة والطالبات فى امتحانات الثانوية العامة، التى ستبدأ خلال 48 ساعة مقبلة، وقطعا ستحدد أمامهم الطريق نحو المستقبل القريب، وكل التمنيات لهم بالنجاح فى هذه المرحلة الصعبة، التى تعتبر عنق زجاجة ومفترق طرق، تحدد مصير الطالب، فى نوعية التعليم الجامعى الذى سيتلقاه خلال الفترة المقبلة.