من سيخلف دلامينى زوما فى الاتحاد الأفريقى؟.. إعلان جاكوب اينوه ايبين، المتحدث باسم رئيسة المفوضية الأفريقية، أن نكوسازانا دلامينى زوما لن تترشح لولاية ثانية فى منصبها، وأن القمة الأفريقية المقبلة برواندا فى يوليو المقبل ستكون الأخيرة لها، له شقان، الأول خاص بمن سيخلف دلامينى زوما فى منصبها، والثانى حول مستقبل السيدة الجنوب أفريقية.
من سيخلف دلامينى زوما؟.. هو حديث سيطر على القمة الأفريقية الأخيرة فى أديس أبابا، مع دعوة بعض الدول الأفريقية لمنح دول الشمال الأفريقى الفرصة هذه المرة ليكون رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى من دول هذه المنطقة، إلا أن دول مجموعة التنمية فى أفريقيا الجنوبية تصر إبقاء رئاسة المفوضية فى صفوفها، على الأقل للدور المقبلة، خاصة أن دلامينى زوما لم تكمل الدورتين، وبالتالى فمن حق دول الجنوب أن تستكمل الدورة الثانية، وطرحت هذه الدول اسم وزيرة خارجية بوتسوانا بيلونومى فينسون- مواتو، كمرشحة محتملة لخلافة دلامينى زوما.
ورغم عدم إعلان قائمة المرشحين للمنصب بعد انتهاء مهلة تقديم الترشيحات مساء الخميس الماضى، فوفقاً للمعمول به فلن يكشف الاتحاد الأفريقى رسميا عن أسماء المرشحين قبل منتصف إبريل الجارى، إلا أنه من الواضح أن المنصب سيبقى داخل دول الجنوب، خاصة بعدما أبلغت الجزائر دول الشمال بأنها تراجعت عن نيتها فى ترشيح وزير خارجيتها رمطان لعمامرة الذى تردد خلال الفترة الماضية أنه كان أحد المرشحين بقوة لخلافة دلامينى زوما، كون سبق وترأس مجلس السلم والأمن الأفريقى، ووصفته مجلة «جون أفريك» الفرنسية بالدبلوماسى متعدد الكفاءات الذى له اطلاع على الكثير من الملفات، منها قضايا المرتزقة والتسلح وإصلاح الأمم المتحدة والسلاح النووى والحكم الرشيد وقضية الصحراء الغربية. تراجع الجزائر عن الدفع بلعمامرة أو اﻟﺴﻔﻴر إسماعيل شرقى، مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى، فى اللحظات الأخيرة لم يعط الفرصة لبقية دول الشمال لتجهيز أى من مرشحيها، لتبقى فرصة دول الجنوب هى الأقوى حتى الآن، وإن كان الجميع يطالب بانتظار القائمة النهائية للمرشحين لتحديد فرص كل مرشح.
ومن المقرر أن تشمل الانتخابات التى ستجرى على هامش قمة كيجالى أيضاً اختيار نائب لرئيس المفوضية والمفوضين الثمانية الآخرين فى المفوضية، والمقسمة بين القطاعات الأفريقية، ولم تحدد مصر حتى الآن موقفها من ترشيح أحد بديلاً للدكتورة إلهام محمود أحمد إبراهيم، أول امرأة مصرية تم انتخابها لمنصب مفوضية الاتحاد الأفريقى للبنية التحتية والطاقة، ووفقاً لما علمته من مصادر دبلوماسية قريبة من ملف الانتخابات الأفريقية فإن العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، ستشهد غداً الثلاثاء اجتماعاً وزارياً مصغراً لتحديد الأسماء المرشحة التى ستخوض مرحلة التصويت عليها فى قمة كيجالى، ومن بين هذه الأسماء المرشحة أسماء مصرية تتحفظ القاهرة على إعلانها الآن فى انتظار التصفية الأولى التى ستجرى خلال اجتماع أديس أبابا.
هذا فيما يتعلق بخلافة دلامينى زوما، أما الشق الثانى والخاص بمستقبل دلامينى زوما «67 عاما» الزوجة السابقة لرئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما فهو مرتبط بسؤال حول إن كانت تطمح لخلافة زوجها فى هذا المنصب، خاصة بعدما اتهمت المحكمة الدستورية الجنوب أفريقية جاكوب زوما بانتهاك الدستور فى قضية تحديث منزله الخاص بأموال دافعى الضرائب، حيث دفعت الدولة رسميا نحو 20 مليون يورو لتحسين الإجراءات الأمنية حول المنزل الواقع شرق جنوب أفريقيا، وشملت الأعمال بناء مسبح ومزرعة دواجن وحظيرة للماشية ومسرح ودار للضيافة، وأمهلت المحكمة الدستورية، الرئيس 45 يوما لسداد «المبلغ الذى ستحدده وزارة المال».
هل رحيلها على الاتحاد الأفريقى مكسب أم خسارة؟.. من تابع أداء دلامينى زوما فى مفوضية الاتحاد الأفريقى سيتأكد أنها كانت تعمل لصالح جنوب أفريقيا، أو بمعنى أدق كانت تصفى حسابات جنوب أفريقيا مع بقية دول القارة مستغلة منصبها القارى المهم، ومن تابع قرار مجلس السلم والأمن الأفريقى بتجميد عضوية مصر بالاتحاد الأفريقى بعد ثورة 30 يونيو سيصل إلى نتيجة، مؤكدة بأن هذا القرار وقفت خلفه دلامينى زوما التى أرادت التنكيل بمصر لوجود تنافس بين القاهرة وجوهانسبرج حول ملف توسيع عضوية مجلس الأمن، وهناك أمور أخرى أغضبت الدول الأفريقية من رئيسة المفوضية، وهو ما يشير إلى أن رحيلها مكسب للقارة.