"ربما لا تجوز مقارنة صلاح بكريستانو رونالدو أو ميسى نظراً لأنهما يقدمان مستويات مبهرة منذ مواسم طويلة متتالية.. ولكن بدون أى شك فإن صلاح هو أفضل لاعب فى الوقت الحالى"، هذا ما قاله ستيفن جيرارد أسطورة ليفربول السابق عن نجم منتخبنا الوطنى بعد تألقه اللافت للنظر مع الريدز على مدار موسمين متتاليين.
نال محمد صلاح خلال مسيرته الصغيرة مع ليفربول على إشادات واسعة من معظم نجوم الكرة العالمية، لا يمكن حصرها، كما حصد العديد من الجوائز الفردية، مما جعل محمد أبوتريكة نجم الأهلى والمنتخب الوطنى السابق يقول عنه: "صلاح لم يسعى إلى الجوائز بل هى من أتت إليه راغمة مطيعة تتشرف به تتزين له".. لكن مع كل هذا، مازال أحلامه الكبرى "محلك سر" بعد خسارة لقب الدورىالإنجليزى لحساب مانشستر سيتى، فيما بات حصده لقب أبطال أوروبا فى "مهب الريح" بعد أن ضرب ناديه موعدًا مع برشلونة فى نصف النهائى، لاسيما أن معظم الترشيحات صبت فى مصلحة ميسى ورفاقه لعبور هذه المحطة.
توفقت خلال مقالى السابق عن وصول محمد صلاح تحقيقه حلمه فى لقب أبطال أوروبا، عند الموقعة الأهم فى مشوار بطل إنجلترا بالبطولة، واختتم اليوم المسيرة بتحقيقه هذا الحلم، فقد جاء موعد مباراة الذهاب بين برشلونة وبرشلونة على ملعب "كامب نو"، وابن نجريج يحمل على عاتقه كل أحلام المصريين قبل جماهير الريدز أنفسهم، الذين ينتظرون مبارياته بفارغ صبر لتشجيعه.. هنا وقف نجم المنتخب الوطنى قبل انطلاق اللقاء صامتاً وكأنه يتذكر مشهدين:
الأول: حينما كشف لأصدقاء الطفولة عن حلمه فى اللعب مع كبار أوروبا.
الثانى: حينما سقط فريسة للإصابة فى كتفه على يد راموس مدافع ريال مدريد في نهائي النسخة الماضية بأبطال أوروبا.
ما بين المشهدان الأول والثانى، كان المصريون يتذكرون ما حدث أمام ريال مدريد ويتمنون رؤية ابن بلدهم يتفوق على ميسى، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، وفاز برشلونة على ليفربول بثلاثة أهداف دون رد، وذلك على الرغم من تألق كتيبة محمد صلاح الذى كست وجهه علامات الحزن والحسرة بعد قرب ضياع حلمه الثانى خلال هذا الموسم، وفقاً للغة المنطق والقراءة التحليلية لكل النقاد الرياضيين حول العالم الذين أكدوا على صعوبة التعويض في مواجهة الإياب.
لم تتوقف أحزان محمد صلاح فى هذا المشهد عند نقطة الخسارة الكبيرة التى تلقاها فريقه على يد برشلونة، بل امتدت بعدما تأكيد غيابه عن مباراة الإياب فىأنفيلد معقل ليفربول بسبب الإصابة التى تعرض لها فى مباراة نيوكاسل بالدورىالإنجليزى بعد اصطدامه بالحارس مارتن دوبرافكا، إذ أكد الجهاز الطبى لناديه وقتها أن الارتجاج الذى حدث له فى "المخ" يستلزم إراحته لمدة لا تقل 10 أيام.
الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا على أحلام محمد صلاح وليفربول سويًا، حتى جاء موعد الحسم وتحديد هوية صاحب بطاقة العبور لنهائى أبطال أوروبا بشكل رسمي، وظهر الفرعون فى المدرجات لتشجيع ناديه مرتديًا تيشيرت مكتوب عليه باللغة الإنجليزية"NEVER GIVE UP"، والترجمة بالعربية "لا تستلم أبداً"، فى رسالة منه زملائه باللعب لآخر نفس من أجل التعويض، وكانت المفأجاة الكبرى التي تحدث عنها العالم كله بعد أن حقق ليفربول ريمونتادا تاريخيه بتأهله إلى النهائى عقب فوزه الكبير على برشلونة بأربعة أهداف نظيفة.
وقتها، عاد حلم طفولة محمد صلاح إلى صدارة المشهد من جديد، بل تعزز الحلم أكثر وأكثر بعد أن صعد توتنهام إلى النهائى على حساب أياكس الهولندى، إذ تقول نتائج الناديين الإنجليزيين هذا الموسم أن الريدز هو المرشح الأقرب للقب، وعلى أرضية ملعب "واندا ميتروبوليتانو" فى مدريد، كان ابن نجريج على موعد مع التاريخ، عند دقات الدقيقة الثانية من عمر المباراة النهائية، إذ أحرز الهدف الأول لناديه من ضربة جزاء، هنا بات حلمه قريباً جداً حتى جاءت اللقطة الحاسمة، حينما أحرز زميله أوريجي هدف تأكيد الحلم بالدقائق الأخيرة، ليتوج بعد الريدز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة فى تاريخه.
"حققت حلمىالذى كنت أشتاق إليه منذ أن كان عمرى ثمان سنوات، وهو التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا"، هكذا علق محمد صلاح عقب نهاية المباراة مباشرة، ليؤكد أن الأحلام ليس لها أجنحة، بل إنها تحتاج فقط إلى العمل المضاعف والتمسك بها حتى تلامسها، فالاجتهاد والإخلاص فى العمل هما عنوان تحقيق الأحلام والنجاح على أرض الواقع.
ختامًا، محمد صلاح بإمكانه الحصول على جائزة "الكرة الذهبية" التى تمنح لأفضل لاعب فىالعالم ، بشرط الحصول مع نادى ليفربول على لقب دورى أبطال أوروبا، وعدم تحقيق ميسى ورونالدو نجاحات تذكر مع أنديتهما ومنتخبا بلادهما، هذا ما قالته صحيفة "ماركا" الإسبانية خلال المنافسة على الجائزة فى العام الماضى، فهل تتحق نبوءتها هذه المرة ويستطيع الفرعون تحقيق هذا الحلم بعد أن يقود منتخب مصر للظفر بلقب أمم أفريقيا 2019؟.. نحن لمنتظرون تحقيق الكثير من الأحلام مع صلاح لنفتح صفحات جديدة مع حكايته فى ملاعب الساحرة المستديرة.