المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية بالضبعة، حلم كبير وإضافة قوية للتعليم الفنى فى مصر، وبداية على طريق الإصلاح الذى بدأ منذ سنوات، فقد تم تأسيس هذه المدرسة فى عام 2017، لتعمل بالأساس على خدمة المحطة النووية المصرية فى مدينة الضبعة، التى يتم تأسيسها فى الوقت الراهن، لإنتاج الكهرباء، وتتولى عملية التنفيذ والبناء شركة روساتوم الروسية عملاق التكنولوجيا النووية فى العالم.
المدرسة تعمل منذ عامين، وبها صفان دراسيان حتى الآن، بقدرة 75 طالب فى كل صف، يتم تعليمهم الأساسيات الفنية الخاصة بالمفاعلات النووية وطرق تشغيلها وكيف يتم بناؤها والاعتماد عليها فى إنتاج الكهرباء، بالإضافة إلى تقنيات الأمان النووى، وأساسيات الدوائر الكهربائية بمختلف أشكالها، والإلكترونيات والتكنولوجيا الميكانيكية، بدعم وتدريب من الجانب الروسى، الذى يشترط دائما تأسيس مدرسة للتكنولوجيا النووية بجوار أى محطة يتم تأسيسها خارج روسيا من أجل نقل الخبرات والتجارب الناجحة، خاصة إلى الدول النامية.
طلاب مدرسة الضبعة النووية يدرسون اللغة الروسية، حتى يتمكنوا من التعامل مع الخبراء الروس المسئولين عن بناء وتأسيس المفاعل النووى فى مصر، بالإضافة إلى المزايا التى تضيفها هذه اللغة إلى خبراتهم فى التعلم والفهم لكل ما يدور فى المفاعل النووى المصرى، بالإضافة إلى فرصة استكمال الدراسة فى موسكو، حيث من المنتظر أن يتم ابتعاث مجموعات من الطلبة المتفوقين للدراسة هناك، فى المستقبل القريب كنوع من التحفيز والـتأهيل.
مدرسة الضبعة النووية فرصة كبيرة جدا لكل طالب يرغب فى نوعية مختلفة من التعليم الفنى فى الوقت الراهن، وهدف كبير يجب أن يضعه أبناؤنا فى المرحلة الإعدادية أمامهم فى الوقت الراهن، نظرا لما ستقدمه لهم هذه المدرسة فى الفترة المقبلة، وما ستوفره من إمكانات فنية وعلمية، بالإضافة إلى خلق مئات فرص العمل أمامهم فى الداخل والخارج، مع إمكانية استكمال دراستهم، جنبا إلى جنب مع العمل فى المحطة النووية الجديدة، التى من المنتظر أن تعمل أولى مفاعلاتها فى 2026.
الدراسة تستمر لمدة خمس سنوات فى مدرسة الضبعة للتكنولوجيا النووية، ويتم خلالها تأهيل الطالب فى مختلف مراحل وأساليب العمل فى المفاعلات النووية، بحيث لا يقل خبرة أو تأهيل عن العمالة الفنية الروسية أو الألمانية أو الأمريكية أو غيرها من الدول المتطورة، بما يجعل هذه المدرسة مصنع حقيقى لكفاءات فنية متطورة ستخدم مستقبل مصر.
تجربة مدرسة الضبعة النووية تستحق الدعم والإشادة وإلقاء الضوء باعتبارها أحد النماذج الملهمة، التى نحتاج إليها فى الفترة المقبلة، خاصة ونحن نسعى إلى تنمية حقيقية على كل المستويات، يجب أن تعتمد على تلك النماذج، حتى نتمكن من تحقيق القفزات التنموية التى نحلم بها وتسعى الدولة إلى تحقيقها بنية صادقة.