واضح أن الهجمة الإرهابية فى سيناء لم تؤت النتائج كما كان مخططا لها، وأصيبت منظمات حقوق الإرهاب فى الجزيرة وملحقاتها بحالة هياج، حزنا على الإرهابيين وانتفضت دفاعا عن حقوقهم فى القتل والتفجير بحرية. ونظرة واحدة على أنشطة ونمو داعش خلال السنوات الخمس الأخيرة تكشف عن أنه لم يكن لمثل هذا التنظيم المرتزق أن يستمر، لولا الدعم المادى والإعلامى والحقوقى لأنشطته بشكل مستمر.
ومن يتفرج على تقارير منظمة «هيومان رايتس ووتش»، المتعلقة بحقوق الإرهابيين فى سيناء يمكنه باطمئنان أن يطلق عليها منظمة «إرهاب رايتس ووتش»، المنظمة لم تعد تخفى تبعيتها لقطر وجهات دعم الإرهاب، ولم تعد تبذل جهدا فى إخفاء تبعيتها لداعى الإرهاب، لدرجة أنها لم تحاول إخفاء علاقة محرر تقريرها الأخير عن الوضع فى سيناء بتنظيم الإخوان، وكانت هناك قواعد مهنية تحكم عمل هذه المنظمات فى السابق، لكنها أمام التمويل المفرط والسخى من الدوحة تخلت عن كل هذا، وأصبحت تنشر ما يرد إليها من دون مراجعة ولا حتى حذر لإخفاء علاقاتها مع التمويل.
وحسب ما يكشفه الحقوقى المعروف حافظ أبوسعدة، فإن محرر تقرير منظمة «إرهاب رايتس ووتش» الأخير ينتمى لجماعة الإخوان ويدعو فى مقالاته لتفكيك الجيش المصرى، ويساوى بين التنظيمات الإرهابية وقوات الأمن، فضلا عن أنه يملأ التقرير بالعبارات الإنشائية والمعلومات المزيفة والكاذبة، ويخلو التقرير من أى توثيق، مع تجاهل متعمد للجرائم التى يرتكبها الإرهاب فى كل وقت.
ومن محاسن الصدف أن تقرير منظمة «داعش رايتس ووتش»، صدر قبل أيام من الهجمة الإرهابية، ومتزامنًا مع تسلم مصر للإرهابى هشام عشماوى، بعدها ظهرت أعراض السعار داخل جماعة الإخوان، فاندفعت لتكليف منصات ولجان الدعم لطلاق حملات مختلفة للدفاع عن الإرهاب، مرة باسم حقوق الإنسان ومرة باسم المصطلحات المطاطة، عشماوى إرهابى بالبينة والقرائن وشهادة الشهود، لكنه يتحول إلى مناضل فى عرف مؤيدى الإرهاب من متسولى التمويل الدولى الخارجى.
وقد سمحت لندن لإرهابى عتيد هو هانى السباعى أن يلقى خطبة الجمعة فى لندن يمارس فيها التحريض ويدافع عن الإرهابى عشماوى بكل علنية، بل يعتبره هو وأمثاله قدوة، وهنا تظهر علامة استفهام واضحة عن دور بريطانيا فى استضافة الإرهابيين ودعاة الإرهاب، وهو دور غامض مستمر من عقود حيث كانت لندن مكانا لاستضافة الإرهابيين، وكانت تدعم تدفق الإرهابيين على سوريا والعراق ضمن مرتزقة داعش، واليوم ترفض بريطانيا استقبال مواطنيها الدواعش العائدين بعد هزيمتهم، ليستمر الدور الغامض لبريطانيا فى علاقة ملتبسة بالتنظيمات الإرهابية.
ولا يمكن الفصل بين خيوط تنظيمات الإرهاب ومنظمات الدفاع عن الدواعش فى سيناء، وظهور منصات أخرى، مثلما ظهر مؤخرا فى تدوينات نشرها أعضاء لجان الإرهاب فى الخارج يروجون فيها للمساواة بين الإرهابيين والقوات المسلحة والشرطة التى تتصدى للإرهاب، تزامنًا مع هجمات الإرهاب فى سيناء، واستعمال مدون يعمل لدى قطر مصطلحات مطاطة يخلط فيها عمدًا بين القوات المسلحة والشرطة التى تتصدى للإرهاب، وبين مرتزقة الإرهاب ممن يعملون لمن يمولهم، تماما مثلما يفعل البحيرى أحد وكلاء الدفاع عن الإرهاب.
لكن هذه المحاولة سقطت بعد أن كشفت صحفية مصرية عن تلقيها عروضا من المدون المدافع عن الإرهاب بصفته وكيلا لمنظومة الإخوان الدعائية التابعة لقطر وعزمى بشارة، وبالطبع فإن الهدف الأساسى لهؤلاء هو تلقى التمويل مقابل خدمات دعائية، ومع إدراكهم بأنهم مكشوفون فى زمن يصعب فيه إخفاء هذه السلوكيات.
لكنهم دائما ما يقدمون أدلة تربط بدون جهد بين منظمات «إرهاب رايتس ووتش» ومنصات الدعاية لداعش فى لندن والدوحة وتركيا وغيرها، والتى تعمل باتجاه واحد هو دعم الإرهاب.