هذا ليس عنوان فيلم سنيمائى أو مسلسل تلفزيونى، أو رواية جديدة بالمكتبات، لكنه حقيقة تحدثت عنها واحدة من كبرى شركات الطاقة فى العالم، وهى "روساتوم الروسية" المسئولة عن بناء المفاعل النووى المصرى فى الضبعة، على لسان مديرها التنفيذى أليكسى ليخاتشوف، الذى ذكر أن العالم يفقد حوالى 6% من إجمالى ناتجه المحلى، بسبب مشكلة الفجوة العالمية المتزايدة فى المهارات وتفاقم نقص المواهب حول العالم، وذلك على هامش مشاركته فى أحد الحلقات النقاشية الخاصة بمستقبل التعليم وتطوير العنصر البشرى.
المسئول الروسى دعا إلى ضرورة دعوة قادة العالم ورؤسائه، ومجتمع الأعمال والتعليم للانضمام إلى نقاش حول تنمية مهارات الأفراد، التى يمكن أن تساعد فى حل الفجوة العالمية المتزايدة فى المهارات وتفاقم نقص المواهب، بما يؤكد أن هذه باتت قضية ملحة تستشعرها الدول المتقدمة قبل الدول النامية، وتخطط وتسعى جاهدة إلى علاجها والتغلب عليها من أجل الأجيال المقبلة، والمستقبل القادم، الذى قطعا سيكون الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الرقمية عموده الفقرى ودعامته الرئيسية.
نحن بحاجة حقيقية إلى ضرورة تنمية المواهب والتشجيع على الابتكار والتميز، من أجل اللحاق بقطار الثورة الصناعية الرابعة الذى أقلع منذ سنوات، ويجب أن نلحق به مهما كانت الظروف أو التحديات، لأن الرهان القادم فى هذه الثورة الجديدة، على العلم والمعرفة وفق المعايير الجديدة، التى تستند على التغير متسارع الوتيرة والتكنولوجيا الرقمية.
الحكومة المصرية تخطط جيدا للحاق بركب الثورة التكنولوجية الجديدة، وبدأت بحلول جذرية للعديد من المشكلات التى كانت تعانى منها من قبل، أبرزها مشكلات الطاقة، التى قدمت لها حلولا مستقبلية فاعلة نقلتنا من مشكلة فى الكهرباء إلى خطة للتصدير والاستثمار فى هذا المجال الحيوى، بل تجاوزت ذلك بالتخطيط لتكنولوجيا مستدامة تحافظ على البيئة وتتميز بقلة التكلفة والعمر الطويل، وهى إنتاج الكهرباء من المفاعلات النووية، حيث بدأت فى التخطيط والتنفيذ لمشروع مفاعلات الضبعة، الذى سيضع مصر على طريق مختلف تماما فى إنتاج الكهرباء وتغطية الاحتياجات المستقبلية منها.
اللحاق بقطار الثورة الجديدة وعمليات البحث عن المواهب وأصحاب المهارات الخاصة، بدأ فعليا فى مصر بتغيير النظام التعليمى، الذى يعتمد على قدرات الطالب وفهمه واستيعابه لكل ما يدور حوله، بدلا من النظام القديم الذى كان يعتمد على الحفظ والتلقين والامتحانات المركزية، التى تضيع جهد الطالب، وتجعل التقييم مرحلة واحدة، بالإضافة إلى ما يتم إضاعته فى هذه الامتحانات من أموال تتعلق بطباعة الأوراق والتأمين والاستعداد الفنى واللوجيستى لها على مستوى الجمهورية.
الفرصة سانحة ومواتية الآن لنقفز إلى قطار التطور، الذى قطعا سيحقق جودة الحياة، ويعلى من قيمة العنصر البشرى، ويسهم فى تحقيق التنمية الشاملة، التى نسعى ونخطط لها جميعا ونتمناها للأجيال القادمة، وما نحتاجه فقط هو تكوين وعى حقيقى لدى الشباب والأجيال الجديدة، التى تمتلك الموهبة والتميز وتحتاج فقط إلى التوجيه الصحيح والرعاية اللازمة.