أيام قليلة تفصلنا عن إنطلاق "الكان"، حيث تتوجه أنظار العالم لمصر، لمتابعة مبارايات كأس الأمم الأفريقية، والاستمتاع بنجوم القارة السمراء، وعلى رأسهم النجم العالمي محمد صلاح.
بالتأكيد مصر تسعى للحصول على أكبر استفادة من هذه البطولة الأهم في هذا التوقيت، سواء إقتصادياً أو رياضياً، ليأتي دور الأمن كأحد وأهم مقاومات النجاح لهذه البطولة وتحقيق الاستفادة الواسعة.
وبعيداً عن خطط التأمين التي أعدتها وزارة الداخلية، للعبور بالبطولة لبر الأمان كعادتها في تأمين الاحتفالات والبطولات، وتوجيه رسائل الأمن والسلام من أم الدنيا للعالم بأن مصر واحة الأمن، فإن جهاز الشرطة لم يقف عند هذا الحد، وإنما بادرت وزارة الداخلية بانتهاج أسلوباً جديداً لمواجهة مشكلة المرور من خلال إلحاق عدد من المجندين من حملة المؤهلات العليا للعمل بإدارات مرور "القاهرة، الجيزة، الإسكندرية" بهدف الإرتقاء بمستوى الخدمة المرورية المقدمة للمواطن، والمساهمة فى تيسير الحركة المرورية خلال فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية، وذلك عقب تلقيهم الدورات التدريبية التى تمكنهم من القيام بالمهام المنوطة بهم فى تحقيق الإنضباط المرورى ومعاونة المواطنين، وتم دعمهم بالآليات الحديثة التى تمكنهم من سرعة الإنتقال والعمل على تحقيق السيولة المرورية بكافة الشوارع والميادين، حيث يأتي ذلك في إطار الحرص على تطوير مستوى الأداء الأمنى لاسيما فى المجالات التى تمس حياة المواطنين والتى من بينها المرور.
وتلقى أصحاب المؤهلات العليا الملحقين للعمل بالمرور تدريبات أساسية لمدة 6 أسابيع ثم تدريبات على الأعمال التخصصية، ليكونوا إضافة حقيقة لمنظومة الأمن، حيث يتميزون بـ"الحكمة والوعي والثقافة والقدرة على التعامل مع المواطنين والضيوف".
لا تستغرب عزيزي المواطن وصديقي الضيف القادم لمصر، عندما تشاهد "رجل مرور" في الشارع يتحدث بعدة لغات، فهم أشخاص غير عاديين، حاصلون على مؤهلات عليا، ربما تجد بينهم خريجي كليات لغات يتحدثون الانجليزية أو الفرنسية أو غيرها من اللغات الأخرى، ومدربون بشكل جيد على أحدث الوسائل.
ونظراً لأن تحضر أي دولة يبدأ من المرور، حرصت وزارة الداخلية أن يكون المشهد في الشوارع يليق باسم وسمعة مصر، حتى يكون الضيف الزائر سفيراً لبلادنا إذا عاد لأسرته وأصدقائه، يتحدث عن المشاهد الحضارية التي رصدها، فالمتعة في مشاهدة المبارايات لابد أن تسبقها سيولة مرورية وعدم عناء في الوصول للملاعب، وتعامل راقي من رجال المرور.
التحية هنا واجبة لكل الرجال المخلصين في هذا الوطن، الذين يعملون في صمت، من أجل نقل صورة حضارية تليق ببلدنا للعالم بأكمله.