في كلمته أمام المنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي نقاط صريحة وواضحة فوق الحروف في طريق مكافحة الفساد.
الرئيس قال بوضوح إن الفساد أحد المعوقات الرئيسية للتقدم والتنمية وأمام تطلعات الشعوب لتعزيز قيم الحرية والمساواة والعدالة.
والأهم في الكلمة تأكيد الرئيس على أن مصر قطعت شوطا طويلا في مكافحة الفساد.
كلمة الرئيس وكلمات كبار المسئولين المصريين والأفارقة والعرب في المنتدى تؤكد حقيقة اقتصادية واجتماعية وسياسة تاريخية وهي أن التنمية بمعناها الشامل لا يمكن أن تتحقق في وجود الفساد بمفهوم الشامل أيضا وليس في تفسيره المباشر.
الكلمات أيضا أكدت أن هناك إرادة سياسية جادة لمكافحة الفساد في مصر وأفريقيا.. بعد أن نهش الفساد مقدراتها ومواردها وثرواتها وكان يشبه شبكة أخطبوطية معقدة ليس لها بداية او نهاية وفاقت تكلفته حدود الخيال.. ولا أميل كثيرا إلى أرقام تكلفة الفساد في أفريقيا والصادرة عن الأمم المتحدة.
الارقام تقول إن التكلفة ١٤٨ مليار دولار… وأظنه اكبر من ذلك بكثير
نعود الي مصر التي شهدت صحوة كبيرة في مجال مواجهة الفساد ومكافحة جرائمه خاصة في الفترة من منتصف عام 2016 وحتى الآن عقب تصريح للرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة التصدي للفساد ومحاربته لما له من تأثيرات سلبية على الاستثمار وارتباطه الوثيق بتقويض الثقة في النظام ومؤسسات الدولة.
وكنت أتمنى من الوزير شريف سيف الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية في مصر ان يعلن عن حجم تكلفة الفساد الان في مصر بعد المجهودات الجبارة التي قامت -ومازالت- تقوم بها الرقابة الإدارية لتحجيم غول الفساد في مصر والذي تضخم في سنوات التكلس والجمود السياسي والاقتصاد والاجتماعي وتحول الي فساد مؤسسي منظم في كل مكان في مصر وأضاع على الاقتصاد المصري فرصة ذهبية للتقدم والنمو
وهناك اشادة حاليا من منظمات دولية بالجهود المصرية في مكافحة الفساد.. ليس فقط على مستوى الفساد المباشر وإنما في مواجهه الترهل الحكومي والفساد الإدارى بالتحويل الي الخدمات الإلكترونية.. وبدأ موقع مصر يتقدم في تقرير مؤشر مدركات الفساد والمصادر عن منظمة الشفافية الدولية
بالتأكيد الدولة تبذل جهودا كبيرة للتصدي للفساد ومواجهته ولكنها مازالت تحتاج إلى خطوات وإجراءات اضافية بتوحيد جهات الرقابة وتقويتها ودعمها واستقلاليتها.. و الإسراع في تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية والفصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها، فالاحتكاك المباشر مع المواطن وللأسف يبقى النمط السائد في مصر وهو ما يسمح بممارسة الفساد.
لدينا أمل كبير في المضي قدما في طريق مكافحة الفساد لأنه الطريق الحقيقي للتنمية المستدامة ولرفاهية وخير الشعب المصري
وفي سنوات سابقة كانت مصر تحقق معدلات حقيقية تتجاوز ٦٪ ولكنها كانت تنمية مسروقة ومنهوبة بسبب الفساد المستشري في كل مكان رغم التصريحات الكلامية وقتها بمحاربته الي الدرجة التي دفعت بأديبنا الكبير الراحل يوسف إدريس بكتابة مقاله الشهير " لاتغسلوا الفساد.. فسوف يبقى فسادا"