مؤامرات ومخططات عدة خبيثة كانت ولا زالت تحاك للمنطقة العربية بأسرها هدفها إثارة الفتنة بين الشعوب وجيوشها لزعزعة أمن واستقرارها تحت شعار" الربيع العربى" ، فما كان يراد ربيعاً وإنما خريفاً يعصف بالأخضر واليابس بالمنطقة، نجح فى بعض البلدان وفشل فى البعض الآخر.
وكلمة السر فى النجاح والفشل هو مدى تماسك الشعوب وتلاحمها مع جيوشها ووجود شخصية وطنية تلتف حوله لبناء دولة حقيقة، ووعي الشعب ويقظته فى فهم ما يحاك له من مؤامرات قبل تنفيذها، أو السقوط فى الهاوية والدخول فى حرب تدار رحاها إلى ما شاء الله، ولنا فى سوريا واليمن وليبيا عبرة لمن يعتبر، فلازالت تعانى ويلات الفرقة والتمزق، وما تبقى يحتاج إلى مليارات الدولارات لإعماره بعدما عم الخراب والدمار أركان تلك الدول.
وأما الدول التى نجت من مخططات "الخريف العربى" فقد جاءها ربيع التنمية والتطوير، فبفضل يقظة وشعب مصر ووقوف جيشها إلى جانبها فى ثورة 30 يونيو للفظ جماعة الإخوان التى كانت أهم الأدوات المستخدمة فى هدم مؤسسات الدولة، تمكنت مصر من إحداث طفرة تنموية واقتصادية بعد حزمة من الإصلاحات الجريئة التى اتخذتها الدولة المصرية كان منها تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار فى نوفمبر من عام 2016 وحصول مصر على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولى لتبدأ عجلة التنمية فى السير على الطريق الصحيح .
وفى وقت تضرب الدول التى أصابها وابل الخريف العربى كف على كف حسرة على الدمار الذى لحق بها، وتنعى حظها، تمكنت الدولة المصرية من القضاء على العديد من المشاكل فى مقدمتها أزمة انقطاع الكهرباء بفضل خطة طموحة تم إنجازها فى شهور معدودة، وأصبحت مصر من دولة مطالبة بتخفيف الأحمال فى فصل الصيف إلى مصدرة للكهرباء .
ربيع مصر شهد الانتهاء من العديد من المشروعات الجديدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر افتتاح الخط الثالث لمترو الأنفاق وكوبرى تحيا مصر الذى دخل موسوعة جينز للأرقام القياسية كأعرض كوبرى ملجم فى العالم متغلباً على العديد من الكبارى والجسور فى القارة الأوربية، علاوة على تنفيذ عدة مشروعات من بينها حى الأسمرات من أجل القضاء على العشوائيات وغيرها من المشروعات التى تدفع الدول نحو الازدهار على رأسها أنفاق قناة السويس والعاصمة الإدارية.
ربيع مصر طال مجال الرياضة، حيث ستستضيف بطولة كأس الأمم الأفريقية التى تنطلق الجمعة المقبل، بعد تطوير البنى التحتية للبطولة التى تلقى اهتماما عالميا كبيرا بجانب كأس دورى أبطال أوروبا وكأس العالم وكأس الأمم الاوربية، ليكون استضافة مصر للبطولة بمثابة شهادة اعتماد أفريقية وعالمية لمصر بأنها كانت من دولة لا أحد يعلم مستقبلها إلا الله فى عام 2011 و2012 إلى دولة مستقرة أمنياً يشار إليها بالبنان من قبل المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومؤسسة فيتش وغيرها من المؤسسات الاقتصادية.
وسط حالة الدمار التى تعيشها بعض شعوب المنطقة تجد المواطن المصرى يصطف أمام دور السينما من أجل الحصول على تذكرة لدخول فيلم "الممر" أو "كازبلانكا".. وسط ضياع بعض شعوب المنطقة ينتظر المواطن المصرى بطاقة المشجع بفارغ الصبر لمشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية.. هذا هو الربيع العربى الحقيقى يا سادة.