السير عكس الاتجاه فى الشوارع الجانبية

لا أرعف ما فائدة العلامات الإرشادية التى يضعها المرور فى كل مكان طالما أننا لا نطبقها أو نلتزم بها، اللافتة الكبيرة الموجودة على رأس الشارع مكتوب عليها " اتجاه واحد" لا تمثل شيئا عند أغلبنا، خاصة فى الشوارع الجانبية، فى المناطق الراقية أو الشعبية. غياب الرقابة المباشرة على الشوارع الجانبية، حولها إلى "جراجات" كبيرة وساحات انتظار، لا تعرف إذا كان الاتجاه فيها دخول أم خروج، ولا يمكنك أن تسير فيها بصورة آمنة بصحبة أطفالك أو أسرتك، على العكس من الشوارع الرئيسية المحدد بها علامات السير وإرشادات المرور، ولا يمكن للسيارات المخالفة أو السير عكس الاتجاه، خوفا من العقوبة أو دفع الغرامة. مشكلة الشوارع الجانبية لا تتوقف فقط عند حد السير عكس الاتجاه، لكن أيضا بالخلافات حول المرور والتعود على السلوك الخاطئ حتى صار طبيعيا وعاديا، بحيث تقوم به بصورة يومية دون أن يسألك أحد، بل عندما يوضح لك أحدهم الخطأ وأنك تسير عكس الاتجاه، تجادل وتناقش وتدعى بأن هذا الأمر غير صحيح، وأنه طريقك اليومى المعتاد. مشكلة المرور فى الشوارع الجانبية ليس على الإطلاق مسئولية الدولة، التى لا يمكنها أن تضع عسكرى مرور على كل شارع صغير أو فرعى من آلاف الشوارع فى القاهرة الكبرى، وهذه تجربة لا توجد فى أى دولة فى العالم، ولكن الأمر مرتبط بشكل مباشر بسلوك المواطن الذى يجهل أبسط قواعد المرور ويخترقها، دون عقاب، وهذا يدفعنا إلى ضرورة التأكيد على مفاهيم المرور الآمن والسير الصحيح فى الشوارع، وأن تتحرك جميعات المجتمع المدنى، والمنظمات الأهلية، التى غالبا تتحرك نحو برامج غير فعالة ولا تفيد المجتمع المصرى، إلى ضرورة عمل حملات توعية مباشرة أو من خلال وسائل الإعلام أو السوشيال ميديا، فالأمر يبدو بسيط وسهل وقد يراه البعض ساذج أو غير مهم، إلا أنه مؤشر هام على السلوك والثقافة التى يجب أن نتبعها جميعا، فالمواطن الذى يخترق إشارة مرور أو يسير عكسى الاتجاه فى دولة أوروبية على سبيل المثال، ويكرر هذه الأفعال قد يشككون فى سلامة قواه العقلية ويمنعونه من القيادة، فما بالنا ونحن نقوم بهذا العمل يوميا عن عمد من باب الفهلوة والحداقة، وعدى بسرعة قبل ما العسكرى يشوفك أو قبل الكاميرا ما تصورك. يجب سن قوانين مرورية رادعة تضاعف من عقوبات السير عكس الاتجاه فى الشوارع الرئيسية أو الفرعية، ووضع كاميرات ثابتة على مداخل ومخارج هذه الشوارع حتى نتمكن من محاسبة المخطئ، فبدون محاسبة لن نستطيع تصحيح سلوك أو تقديم توعية حقيقية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;