نعيش الآن احلى اللحظات انتظاراً لحفل افتتاح قمة كأس الأمم الافريقية الذى سيقام خلال ساعات قليلة من الان .. تلك البطولة التى استطاعت ان تشيع بيننا جواً من البهجة والفرحة فى القلوب حتى قبل ان تبدأ بشكل رسمى .
ونحن الان فى انتظار انطلاق البطولة على ارض مصر ارفع اكف الضراعة الى المولى عز وجل ان نعيش خلالها على مدى شهر كامل حالة من البهجة التى اشعر بها بالفعل واراها الآن على وجوه الجميع .وهى الحالة التى تدعونا جميعا لأن ننقى نفوسنا وان يصفو كل منا للآخر فالعفو والتجاوز والإعراض عن الصغائر كلها صفات ربانية حثنا عليها رب الخلق العظيم، فى قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴾.
الأمر الذى يدعونى لأن اتساءل : ما هذا الكم الهائل من المهاترات والاكاذيب والشائعات التى تمتلى بها مواقع السوشيال ميديا وتستهدف فى المقام الاول زعزعة الأمن وتقويض دعائم استقرار الوطن .. وما هذا الانفلات الاخلاقى الذى يزداد ويتكاثر يوماً بعد الآخر .. وما الداعى لكل تلك الحروب والمعارك الوهمية التى تتم بين بعضنا البعض فى الوقت الذى نحن فيه احوج ما نكون الى التكاتف والترابط وان نتسامح من اجل ان يشارك كل منا قدر استطاعته فى معركة البناء والتنمية التى تجرى الآن فى كل شبر من ارض مصر .ومن اجل أن نستمتع ببطولة كأس الأمم الافريقية.
لقد بات لزاماً على كل مخلص لهذا البلد أن ينأى بنفسه عن الصغائر بل علينا جميعاً أن نتكاتف لنصبح على قلب وجل واحد فى مواجهة قوى الشر والضلال التى لا تريد لنا أى خير بل تريد اعادتنا الى عصور الظلام وإشاعة حالة من الفوضى بين فئات المجتمع وطوائفه من خلال التلميح تارك والتصريح تارة أخرى بعدم الاستقرار فى مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة وذلك بالطبع يتم من خلال تلك الأيادى التى تحترف تنفيذ هذه المهام الخبيثة و الطائشة والتى تضع نصب عينيها هدف رئيسى وهو ترويع الآمنين وتشويه كل انجاز حقيقى يتم على ارض مصر واشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
الى كل مخلص لهذا الوطن.. دعونا نتكاتف جميعاً ونلتف حول هدف واحدوهو أن نتجاهل تلك السموم التى يبثها انصار "الارهابية" لأن مصر تستحق منا الكثير والكثير وعلينا ايضا أن نتحد ونجتمع على كلمة سواء ، تصديقاً لقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم:[وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ] وهو نفس المعنى الذى ترجمه الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام فى الحديث الشريف (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وذلك فى اشارة الى ضرورة أن نتحد ونتعاون ونؤاذر بعضنا البعض وأن نتصالح مع أنفسنا بأننا كيان واحد علينا ان نكون متحدين ويكمل كل منا الآخر.
ليتنا فى هذا اليوم الطيب المبارك يوم الجمعة أن نلقى وراء ظهورنا أية خلافات لأنها مهما كان حجمها فهى بكل تأكيد مجرد خلافات بسيطة بالمقارنة بتلك الأخطار التى تحيطنا جميعاً والتى يتم ادارتها بشكل ممنهج على يد اجهزة محترفة.
إنها دعوة للسلام والمحبة ونبذ الاحقاد والعيش جميعاً في هدوء و سكينة والكف عن مهاجمة كل منا للاخر لأنه وبكل تأكيد الكل يخرج خاسر من تلك الحرب الكلامية والصراعات والضغائن ليس هذا وحسب بل أن الكل فيها مهزوم بينه وبينه نفسه .. لأن اعداء الوطن الذين يديرون تلك المعارك عبر السوشيال ميديا يمتلكون الادوات التى تؤهلهم للفوز فهم يمتلكون مفردات الخسة والندالة ويستخدمون القواميس التى تعج بعبارات الوقاحة والسفالة وقلة الأدب.
دعونا نطوى صفحات الخلافات من سجل حياتنا فالخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ودعونا ننظر الى الأشياء بنظرة مختلفة .. نظرة تصب فى معنى واحد وهو أن الحياة فيها متسع للجميع وأننا نحن جميعاً بشر خلقنا الله عز وجل وجعلنا نصيب تارة و نخطئ أخرى ولكن نبقى فى كل الحالات أمام حقيقة مؤكدة وهى أن "الحق أحق ان يتبع" ولا يصح إلا الصحيح".