فوز مقبول نوعا ما .. ولكن على مستوى النتيجة فحسب، منحنا ثلاث نقاط ذات طابع معنوى أو بمثابة شربة الماء التى تساعدك على إكمال طريقك الطويل وسط الصعاب المنتظرة حتى الوصول إلى الغاية .. فى النهاية لم يكن أداء الفراعنة مرضيا لجماهيره العريضة التى ملأت استاد القاهرة العظيم واحتشدت بالملايين على المقاهى وأمام شاشات التليفزيون لمتابعة منتخبها وأبنائها وكلهم آمل فى تحقيق فوز عريض يكون بمثابة جرس الانذار للمنافس والتأكيد على أن مصر قادمة على الظفر باللقب وعدم تركه يخرج من أراضيها لغيرها.. هذا ابسط ملخص ممكن تقرأه فى أطار متابعتك لمباراة المنتخب الوطنى أمام نظيره الزيمبابوى فى افتتاح أمم أفريقيا 2019 التى تستضيفها مصر حتى 19 يوليو المقبل.
دخل المنتخب الوطنى المباراة تحت عجلة الاستعجال بهدف إحراز هدف مبكر يريح الأعصاب ويكسبنا الثقة ، الا أن ذلك أتى بنتيجة سلبية، واهتزت أقدام اللاعبين أمام المرمى الزيمبابوى الذى تكتل لاعبيه بفرض خرسانة دفاعية منظمة يصعب اختراقها .. وبالفعل أهدر الفراعنة ثلاث فرص سهلة اثنتان عن طريق محمد صلاح وثالثة لمحمد صلاح.. زاد ذلك من توتر اللاعبين أكثر وأكثر وسط مطالبات بضرورة الخروج فائزين فى الشوط الأول لفرض نوع من الإطمئنان على القلوب خشية ضياع فرحة الحفل الفنى الرائع الذى شهد بروعته الجميع حول العالم.. ووسط حالة القلق تلك جاءنا الموهوب المجتهد فى الدقيقة 41 مسجلا هدف اللقاء الوحيد بهجمة عنترية بدأت من قدمه وأنتهت بقدمه داخل الشباك بشكل أكثر من رائع أثلج صدور جموع المصريين.. ومن هنا وجب التوجه بكل عبارات الإشادة للاعب المظلوم اعلاميا والذى يستحق أكثر مما هو فيه واللعب فى أكبر أندية أوروبا وليس قاسم باشا التركى.. فقد كان بطل المباراة بالورقة والقلم والأرقام وكل شئ فى ظل المجهود الوفير الذى أنتجه ونجاحه فى تنفيذ 6 مرواغات نجح فى 5 منها وسجل هدف الفوز بمفرده دون أسيست من زميل أخر.
فى الشوط الثانى وجدها منتخب زيمبابوى فرضة فى مبادلة الفراعنة الهجوم لتعويض هدف التأخر وساعدهم فى ذلك سلبيات كثيرة ظهرت فى أداء المنتخب الوطنى على مستوى الخطوط الثلاثة بسبب عدم التوظيف الأمثل داخل الملعب وعدم قدرة أكثر من لاعب على تنفيذ المهام المطلوبة من ، ونجح المنافس فى إغلاق جميع المنافذ المتاحة أمام لاعبى الفراعنة فى الوصول إلى الشباك.
أجيرى لم يجد أمامه وسط ذلك سوى إجراء بعض التغييرات التنشيطية على مستوى الدفاع والهجوم من أجل إعادة تنظيم الصفوف -- خصوصا مع اعتماده على أكثر من خمسة لاعبين فى الشق الهجومى ( محمد صلاح – تريزيجيه – عبد الله السعيد – الننى ــ أحمد المحمدى) بخلاف المهاجم الأساسى مروان محسن لتنفيذ طريقة الضغط العالى التى يعتمدها دائما بصرف النظر عن مستوى المنافس واختلافات إمكانيات كل فريق عن الأهر -- إلا أن ذلك ساهم فى إبطاء رتم المنتخب فى ظل عدم قدرة أكثر من لاعب على الارتداء من الفداع للهجوم وعلى الأخص عبد الله السعيد والمحمدى الذى استغل نجم زيمبابوى تقدمه وصنع خطورة على مرمى الشناوى، وأصبح الجميع فى العدم سواء.. وكانت بداية التغييرات بخروج مروان محسن ونزول وليد سليمان بعدما تيقن الخواجة المكسيكى من قوة أطراف زيمبابوى وبالتالى انعدمت العرضيات ليتم الاعتماد على الاختراق من العمق للحد من تقدم المنتخب الزيمبابوى مع نقل محمد صلاح إلى مركز المهاجم الوهمى وهو ما قضى على البقية الباقية من أمل فى تعزيز هدف التقدم حيث تغيب تماما خطورة نجم ليفربول عندما يتحول إلى هاجم صريح إذ يفقد أهم اسلحته وهى الاختراق من الخلف للامام ، ويسقط فريسة فى أيدى الرقابة اللصيقة التى تفرض عليها من أكثر من لاعب.. وأيضا لم يأت التغيرين الأخريين بنزول وردة ودونجا بأى جديد.
ورغم كل ما سبق، يتوجب أن يوضع فى الاعتبار أمور كثيرة أثرت فى أداء المنتخب بداية من أن المباراة هى الأولى فى البطولة والطبيعى أن الوضع بيكون مختلف فى البطولات المجمعة التى تلعب فيها المباريات كل كام يوم وتحتاج ظبط نفس وعدم الانهماك فى اخراج كل الطاقة البدنية وتوفير جزءا منها للمواجهات المقبلة، هذا غير الضغط الجماهيرى الذى مثله وجود هذا الكم الكبير فى المدرجات والسعى لتحقيق الفوز من أجل إرضائهم ، وأيضا تبقى أرضية الملعب سببا فى ذلك حيث لم يخض اللاعبين أى مران عليها قبل اللقاء.. هذا بخلاف تنظيم زيمبابوى وانسجام لاعبيه وتماسكهم لاقصى درجة وعدم الانهيار أمام سيل الهجمات المصرية ونجحوا فى الحفاظ على مستواهم حتى أخر دقيقة.
ووسط ذلك كل الآمال معقودة فى تطور مستوى الفراعنة المباراة المقبلة أمام الكونغو يوم الأربعاء المقبل ، ويتحسن الاداء مع تجاوز أغلب السلبيات بالدخول فى أجواء البطولة بزيادة الإنسجام الفنى والمعنوي بين اللاعبين داخل المعسكر وخصوصا الجدد منهم أمثال محمود علاء ونبيل دونجا، بعزيمة وإخلاص اللاعبين للوصول الى النهائى والتتويج باللقب ولعل الفوز غير المرضى الذى تحقق أمام زيمبابوى يكون الطاقة التى تمنح المصريين اللقب الثامن فى الكان.