انتهى أبناؤنا التلاميذ والطلبة من امتحانات نهاية العام، وتفرغوا لهواياتهم وما يحبون، لذا علينا أن نستغل هذه الإجازة فندفعهم ونشجعهم للقراءة، وأن نقدم لهم المبادرات التى تساعدهم على ذلك، وهذا دور وزارة الثقافة الذى يجب ألا تتأخر عنه.
وفى هذا الشأن، أريد أن أذكر وزارة الثقافة بمبادرة كنت تحدثت عنها من قبل، لكن ذلك لا يمنع من إعادة الحديث عنها، هى المبادرة الكندية «القراءة فى الهواء الطلق»، وهى سهلة جدا، ويمكن تنفيذها بسهولة.
مشروع «القراءة فى الهواء الطلق» قديم يصل عمره إلى 35 عاماً، تأسس 1982 ويهدف إلى تعريف الأطفال الفقراء بمتعة القراءة، التى سرعان ما انتشرت عادة المطالعة، وترسّخت فى مناطق عدة من مونتريال، لا سيما فى الأحياء المهمّشة اجتماعياً واقتصادياً، وتولّت الإشراف على المشروع «شبكة مكتبات مونتريال»، وبلغ عدد المشتركين فيه نحو 300 ألف طفل، توزّعوا على 200 منطقة فى مونتريال وضواحيها، وعلى 70 مدرسة، وبلغ مجموع المطالعات فى الأحياء نحو مليون و27 ألف ساعة من الرسوم المتحركة، ومول البرنامج بمنحة مقدارها 20 ألف دولار من المجلس الكندى للفنون.
ويحدث فى نهاية كل عام وخلال العطل المدرسية، أن تكتظ الحدائق العامة أو ملاعب المدارس وباحات الأبنية العامة، بالتلامذة الذين يتهافتون إليها لاختيار كتب يرغبون فى مطالعتها، وتتولّى كريستين شاريت، إحدى المسؤولات عن برنامح «القراءة فى الشارع»، توزيع الكتب وتنظيم المطالعة الجماعية.
وفى الإطار ذاته، أعلنت بلدية مونتريال عن مبادرة «الكتاب فى الشارع» وهو برنامج للرسوم المتحركة، ويضم مجموعة من الكتب المخصصة للأطفال المقيمين فى المدينة ممن تتراوح أعمارهم بين 4 و12 سنة.
ما الذى يمنع أن تكون لدينا مبادرة مثل «القراءة فى الهواء الطلق» تتعاون فيها قصور الثقافة مع هيئة الكتاب، ودار الكتب، وهيئات ثقافية أخرى، وتكون شهور الصيف الثلاثة بمثابة مهرجان قرائى كبير له فعاليات واضحة أبرزها المكتبات المتنقلة.
بالطبع لن تكون المبادرة المصرية موجهة إلى الأطفال الفقراء ولا إلى المختلفين، بل إلى جميع أطفال مصر، لأنهم فى حاجة ملحة للقراءة حتى لا يستسلمون كلية لوسائل الترفيه عديمة الفائدة.
وأتمنى من وزارة الثقافة أن تهتم بهذا الأمر، وسوف يحسب لها بشدة، لأن أثره سوف يكون مباشرا، خاصة أن الكتب التى تطبعها الوزارة موجود الكثير منها فى المخازن لا يفعل بها شىء.